فينوغراد.. ونسف مزاعم أولمرت

TT

تقرير فينوغراد حول الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تناول نتائج ذلك، وتضمن أيضا تقييما لمسؤولية الحكومة الإسرائيلية. أما الخلاصة التي توصل إليها، فيمكن تلخيصها في ان تلك الحرب بالنسبة لإسرائيل كانت «فرصة كبيرة ضائعة» لم يتحقق أي من الأهداف التي شنت من أجلها الحرب.

هناك عدة جوانب مشابهة لما جرى في العراق. فالقادة الإسرائيليون، شأن القادة الاميركيين، أعلنوا النصر بعد 34 يوما. كما ان إسرائيل، شأن الولايات المتحدة في العراق، أجرت تغييرا على استراتيجيتها في اللحظة الأخيرة بغرض إنقاذ العملية. وكما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة (على الرغم من اننا لا نحب تسمية الأشياء بمسمياتها)، فإن وزير دفاع إسرائيل ورئيس هيئة أركان جيشها وعددا من قادتها اما انتهوا إلى التقاعد أو الاستقالة أو الإعفاء. إلا ان الأمر الأكثر أهمية هو ان «الإرهاب» لم يتعرض لهزيمة، بل ان حزب الله ازداد قوة.

الخبير القانوني الاسرائيلي المتقاعد ايلياهو فينوغارد، رئيس اللجنة التي أعدت التقرير حول حرب إسرائيل مع حزب الله، قال في مؤتمر صحافي في القدس ان «إسرائيل دخلت حربا طالت هي التي بدأتها، وانتهت من دون انتصار واضح لإسرائيل من وجهة النظر العسكرية».

وقال فينوغراد عن حزب الله ان «منظمة شبه عسكرية وقفت في وجه أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من تفوق إسرائيل الجوي والتكنولوجي».

وحول قوات الدفاع الإسرائيلية قال فينوغارد ان «إسرائيل لم تستخدم قوتها العسكرية بصورة عاقلة أو فاعلة»، وقال أيضا ان «صواريخ حزب الله التي أطلقها على إسرائيل، استمرت خلال الحرب ونجحت قوات الدفاع الإسرائيلية في الرد بصورة فاعلة».

على الرغم من أهميته في المظهر الخارجي لأي انتصار عسكري، فإن الهجوم الأرضي في حرب إسرائيل الأخيرة «لم يحقق أية أهداف عسكرية ولم يؤد غرضه»، حسبما قال فينوغارد الذي خلص إلى ان «هذه نتائج لها تأثيرات بعيدة المدى علينا وعلى أعدائنا». إلا ان تصريحات فينوغارد القاسية تتعارض مع ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، في وقت سابق عندما زعم في سبتمبر (أيلول) 2006 ان الحرب انتهت بـ«انتصار واضح» لإسرائيل. وأصر أولمرت خلال لقاء آخر اجري معه بعد الحرب، على ان قرار الأمم المتحدة الذي أدى إلى وقف إطلاق النار، وطالب بنزع سلاح حزب الله، يجسد أكبر انتصار سياسي وعسكري لإسرائيل.

تقرير لجنة فينوغارد لم ينسف فحسب صحة هذه الأحاديث، بل أشار أيضا إلى «أخطاء بالغة وإخفاقات وتقصير من جانب القيادة العسكرية ودوائر صنع القرار السياسي». كما جاء في التقرير أيضا ان إسرائيل «لا تستطيع ان تنسب أي إنجازات سياسية للنجاح العسكري، ذلك ان التسوية السياسية سمحت بوقف القتال، على الرغم من انه لم يتوقف في ساحة المعركة».

إلا أن لبنان لا يزال يتعثر، إذ يعاني من الانقسام الطائفي والديني والسياسي، وغير آمن وليس دولة ديمقراطية كما يجب أن يكون عليه الحال. الصورة ليست إيجابية. ولكن اذا كان هذا هو مستقبل العراق أيضا، فإن الأخبار الإيجابية هي انه لن تكون الكارثة الكاملة، التي تنبأ بها معارضو الحرب.

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)