ملايين المظاهرات الصامتة في شوارعنا!

TT

في شوارعنا سيارات بمئات الألوف على ظهرها عبارات وصور وأسماء. فصاحب السيارة يرى أن هذه السيارة هي بيته ومكتبه ومصنعه. ومن حقه أن يعلق على جدرانها ما يراه وما يريحه.. ولذلك نجد عبارات الشكر لله.. وعبارات ضد عيون الناس وحسدهم وحقدهم عليه.. وأسماء أولاده. ويطلب من الذين وراءه والذين حوله: الصبر. الصبر أحسن دواء. وهو الطريق إلي السلامة.

ويقول للحاسدين: الحسود لا يسود.. ويا حاسدني لست برازقني.. العين أصابتني ورب العرش نجاني.. ثم يكتب أسماء أولاده. وهذه السيارة وكل السيارات الأخرى مظاهرات وهتافات صامتة.. ورسائل إلى كل الناس ودعوات إلى الله أن يسترها وأن يحمى السائق حتى يعود إلى أهله سالماً غانماً!

ولأن هذه العبارات مكتوبة على ظهر السيارة فهي موجهه للذين وراءه.

وقد جاء على السائقين زمان ظهر فيه انتماؤهم الديني. فالمسيحي يعلق الصليب بارزا. والمسلم يعلق الهلال.. وهي نقمة بغيضة تقول: أنا مسلم، أنت مسيحي. مع أن الرد على ذلك: وإيه يعنى.. لكم دينكم ولي دين!

ومنعت الحكومة هذه التفرقة الدينية وهذا التعصب الظاهر.. وهذه الإعلانات أو الدعوات تشبه ما يحدث في ضريح سيدنا الحسين بمصر. فألوف من الناس يلقون في الضريح بخطابات إلي سيدنا الحسين يتوسلون إليه أن يكون رسولهم عند الله ـ أعوذ بالله ـ وعلى الرغم من أن سيدنا الحسين لم يدفن في مصر، فكلنا سواء عند الله وليست هناك واسطة عند الله!

وتتحرك السيارات وعلى ظهرها هذه المظاهرة الكلامية الدعائية التي تهتف بسقوط الخوف والحسد ثم الامتنان لله على ما أعطاهم من سيارات وأولاد وستر!