إنها سحابة صيف يا عبد الواحد!

TT

الصورة النمطية للمفكر أو الأديب أنه شخص متجهم، مكتئب، جدلي، تهكمي، وعابس، لا يضحك حتى «للرغيف الحار».. وهي صورة لا تخلو من التعميمية، رغم براءة الكثير من هذه التهمة، حتى أن الفيلسوف الفرنسي «فولتير» لم يكن يكتفي بأن يضحك، بل حرص على دعوة الناس إلى الضحك لمواجهة الأحزان وتفادي الانتحار.. ولتبرئة ساحة هؤلاء من الاتهام أدعوكم اليوم إلى مائدة خفيفة طهاتها من الأدباء والمفكرين..

***

* كان الأديب السعودي الراحل أمين سالم رويحي، والإعلامي المعروف محمد عبد الواحد يتنادمان في عز صيف مدينة جدة في شرفة الشقة التي يقطنها الرويحي، حينما بدأت قطرات من الماء تتساقط عليهما، فأخذ الرويحي يمسح بها وجهه، ويوصي عبد الواحد بفعل نفس الشيء، وهو يقول:

ـ إنها سحابة صيف يا عبد الواحد خذ نصيبك منها قبل أن تمضي.

وحينما رفعا رأسيهما لمتابعة السحابة، وجدا طفلا صغيرا في الدور العلوي داهمته رغبة البلل، فاختار أن يفعلها في الهواء الطلق!

***

* يعرف الأديب توفيق الحكيم بأنه ضعيف الذاكرة، وغالبا ما كان يستغل هذه السمعة في السخرية بالبعض إذا ما تتطلب الموقف ذلك.. فمما يروى عنه أن امرأة اعترضت طريقه قائلة:

ـ ألا تتذكرني يا أستاذ توفيق أنا «....» التي خطبتها ذات يوم؟

فقال لها الحكيم على الفور:

ـ وهل تزوجتك يا امرأة.

***

* في غمرة انشغال الأديب الإنجليزي وليم ماكس ثاكري بخوض انتخابات مجلس العموم، واحتدام المنافسة بينه وبين آخر يفوقه دراية بأمور السياسة، سمع ثاكري من يقول:

ـ الله يختار الأفضل من المتنافسين.

فلم يستطع ثاكري أن يكبت روح الفكاهة، فنظر إلى الرجل وقال:

ـ لا قدر الله.

***

* قام الأديب عبد العزيز البشري لقضاء بعض حاجاته، وترك جبته السوداء معلقة، فقام بعض أصدقائه بمداعبته، ورسموا بالطباشير وجه حمار عليها.. وعندما اكتشف البشري ذلك لم يغضب أو ينفعل، بل قال في برود:

ـ من منكم مسح وجهه في الجبة؟!

***

* يروى عن الأديب الأمريكي مارك توين قوله:

«إذا شاء محب للشجار أن يحاربك فاخلع سترتك في بطء وتعمد، وانظر في عينيه مباشرة، ثم اخلع صدريتك، وشمر عن ساعديك، وواصل النظر في عينيه، فإذا لم يكن خصمك قد فر حتى تلك اللحظة، فخير لك أن تنجو بنفسك وتهرب».

[email protected]