مرحبا برئيسة موظفي البيت الأبيض!

TT

أشار وولف بليتزر خلال آخر مناظرة للديمقراطيين إلى ان البيت الأبيض اما سيستقبل هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة وباراك اوباما نائبا لها أو العكس. إلا انني أقول ان باراك اوباما سيدخل البيت الأبيض رئيسا وهيلاري كلينتون رئيسة لهيئة موظفي البيت الأبيض.

هذا كل ما في الأمر. فما تقوله هيلاري كلينتون عن نفسها، سواء كان خبرتها أو صلابتها أو مقدرتها على العمل لساعات طويلة، سيجعل منها، من وجهة نظري، رئيسة متميزة لموظفي البيت الأبيض. يضاف إلى ذلك انها اما تفتقر إلى الصفات التي تجعل من الشخص رئيسا عظيما، أو انها تخفيها عنا، كما تفعل مع آلامها في بعض الأحيان.

الخلاصة التي توصلت اليها بشأن هيلاري كلينتون جاءت أصلا من حملتها. فقد عرضت نفسها كنموذج للحذر والحيطة، سواء كان ذلك بقصد أم لا، وأيضا كنموذج لخبرة مكتسبة بمجهود جبار لم تتمتع بها، كما ظهر من خلال الحملة عجزها عن الاعتراف بالخطأ أو التقدير الأخرق. هناك قضيتان بارزتان، أولاهما بالطبع تصويتها لصالح حرب العراق. أنا أيضا أيدت الحرب، لذا لا اعتقد ان هذه القضية وحدها تجعلها غير مؤهلة للمنافسة على الرئاسة. لكنني اعتقد أيضا ان رفضها الاعتراف بخطأ تقديرها في هذه القضية يعكس سمة من سمات هيلاري كلينتون. كلنا كان يعرف ان جورج بوش كان سيتخذ قرار شن الحرب على العراق ولم يكن يبحث للحصول على إذن لإطاحة صدام حسين. إذا لم تكن هيلاري كلينتون على دراية بهذا الأمر، فإن تقديرها خاطئ تماما.

رفضها الاعتراف بخطأ التقديرات والمواقف يجعلني اعتقد ان تصويتها كان بدافع سياسي، ولم تكن لوحدها في هذا الموقف. إذ ان كل من شارك في السباق عن الحزب الديمقراطي كانوا في مجلس الشيوخ في ذلك الوقت وصوتوا لصالح قرار الحرب، وصوت ديمقراطيون آخرون ضد القرار ـ ليس على أساس حقائق أخرى ولكن على أساس تقدير مختلف لنفس الحقائق.

إذا كان ذلك هو المثال الوحيد لتصويت هيلاري كلينتون لن اشعر بقلق، لكنها شاركت عام 2005 في دعم مشروع قرار يحظر حرق الأعلام. وتصادف ان سمعت القاضي آنتونين سكاليا يشرح السبب وراء اعتباره حرق العلم نوعا من التعبير السياسي. أدرك ما يفعله باراك اوباما عندما رفض مواجهة قسه بشأن تأييد لويس فاراخان. كان يحاول تفادي قضية لا مصلحة له فيها. ويمكن القول ان بقية سجله ايجابي. إلا ان الأمر ليس كذلك في حالة هيلاري كلينتون. إذ لا مجال للمساومة فيما يتعلق بالتعديل الأول من الدستور الاميركي، لأنه ببساطة أمر غاية في الأهمية، بل ركن أساسي.

ما يمكن قوله هو ان هيلاري كلينتون كسياسية صنيعة زوجها، وهذه حقيقة وليس افتراء. وفي هذا الإطار لا تختلف هيلاري كلينتون عن جورج بوش أو أي من آل كينيدي الذين ينصحوننا الآن حول كيفية التصويت.

بالنسبة لهيلاري كلينتون يعتبر بيل كلينتون جانبا غاية في الأهمية. كان رئيسا جيدا مع شركاء سوء ـ ابتداء من جيم ماكدوغال الذي ارتبط اسمه بوايتووتر ومارك ريتش الذي ارتبط اسمه بالعفو الرئاسي.

لذا، أصوت لأوباما في مواجهة هيلاري كلينتون. تمنيت لو ان هناك وقتا أطول لأن هذا ليس اختيارا سهلا. إلا الوقت قد حان ووقت هيلاري ولى.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ

خاص بـ«الشرق الأوسط»