الناس يصوّتون لجيوبهم

TT

مع تزايد ضعف الاقتصاد وزيادة كثافة الحملة الانتخابية، سنسمع المزيد من مقولة جيمس كارفيل المألوفة: انه الاقتصاد، غبي. في الواقع ليس الاقتصاد، او على الاقل لا يجب. انا لا ادَّعي ان مقولة كارفيل خطأ بخصوص التصويت. الناس يصوّتون لجيوبهم. ففي آخر استطلاع لـ«واشنطن بوست» وشبكة اخبار «ايه بي سي»، تبين ان الاقتصاد غطى على موضوع العراق باعتباره اهم القضايا لـ39 في المائة مقابل 19 في المائة اعتبروا العراق اكثر اهمية.

لدينا اقتصاد قيمته 14 تريليون دولار. وفكرة ان الرؤساء يمكنهم السيطرة عليه تقع بين المبالغة والوهم. يجب ان يعكس تفضيلنا لمرشح الرئاسة تقييمنا لشخصية المرشح وقيمه ووجهة نظره في التعامل مع قضايا مثل السياسة الخارجية والسياسات الاقتصادية والاجتماعية طويلة المدى.

لقد حاول الرؤساء السيطرة على هذه القضايا. ففي عام 1971 فرض الرئيس ريتشارد نيكسون سيطرة على الاسعار والأجور لكي يمنع التضخم من عرقلة عملية اعادة انتخابه. وازدهر الاقتصاد عام 1972. ولكن وسائل السيطرة كانت كارثية. وعندما تمت ازالة تلك القيود، ارتفع التضخم بنسبة 12 في المائة عام 1974. وعام 1980 تبنت ادارة جيمي كارتر عملية سيطرة على القروض للسيطرة على التضخم. وكانت النتيجة ركودا اقتصاديا لفترة قصيرة ربما كانت مسؤولة عن هزيمة كارتر. وتعلمنا وجهة نظر التاريخ الطويلة، نفس الدرس. ولم يحاول أيُّ رئيس بذل أيِّ جهد للسيطرة على دورة الاعمال اكثر من فرانكلين روزفلت. وعندما تولى الرئاسة عام 1933، كان معدل البطالة 25 في المائة. وتخلى روزفلت بأمر رئاسي وقرار من الكونغرس عن استخدام الذهب كغطاء للدولار، واستخدم ضمان الودائع. وبالنسبة للمعجبين به، فإن اهم انجازات رونالد ريغان الاقتصادية كانت خفض الضرائب وتقييد الإنفاق العام. ليس كذلك، ان اهم انجازات ريغان كانت دعم رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في جهوده لخفض التضخم.

لم يكن لبيل كلينتون دور حقيقي في التوسع الاقتصادي خلال التسعينات: تضخم منخفض، وأسعار نفط منخفضة، وازدهار كبير للانترنت والكومبيوتر، وازدهار في أسواق البورصة. وزعم الاقتصاديون المقربون إلى كلينتون أن تحقيق المساواة في عجز الميزانية الفيدرالي ساعد على تحفيز الاقتصاد من خلال تخفيض الفائدة. لكن على المدى البعيد فإن معدلات الفائدة عام 1994 كانت أعلى مما كانت عليه سنة 1993. وتؤثر قوى كثيرة على معدلات الفائدة: التضخم وتوقعات التضخم وطرق التوفير.

على الناخبين النبهاء أن ينظروا إلى ما وراء اللحظة التي يمر بها الاقتصاد سواء كانت حسنة أو سيئة. فعليهم أن يدركوا أنه لو كان الرؤساء قادرين على التحكم في الدورة الاقتصادية لمنعوا وقوع الكساد الاقتصادي تماماً. هناك الكثير من الفروق ما بين بقية المرشحين لكن كارفيل قد يكون محقاً. فللكثير سيكون الاقتصاد وسيكون غبياً.

* خدمة «واشنطن بوست»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»