فوق الأحمق من هو أحمق منه

TT

في رسالة على (الانترنت) طلب مني الأخ الكريم أبو عبد الله الوباري، أن أدلي بدلوي في عالم الرياضة واكتب عنها، ورغم أنني أحب الرياضة، وأحب بعض لاعبيها ولاعباتها على وجه الخصوص، وأحب مشاهدة مسابقاتها في التلفزيون، إلا أن باعي قصير في الدخول إلى دهاليزها من ناحية المعلومات.

ولكنني أذكر ثلاثة نماذج أولها (لناقد): رياضي (دائم التبرّم) ـ أو مثلما يقولون (لا يعجبه العجب)، فإذا عرف أن المسؤولين الرياضيين في دولته قرروا عدم الاشتراك في الدورات والمسابقات الرياضية إلى أن يتحسن مستواهم، عندها يكتب ذلك الناقد صائحاً ومحتجاً: لماذا لا تشتركون وتثبتون وجودكم، أن عدم اشتراككم يعتبر بحد ذاته موقفاً سلبياً متخاذلاً.

وإذا سمعوا كلامه واشتركوا وانهزموا، كتب صائحاً ومؤنباً: لقد فشلتونا الله يفشلكم.

إما إذا اشتركوا بعد ذلك وفازوا، كتب صائحاً ومتهكماً: طبعاً انتم لستم فالحين إلاّ باللعب.

والنموذج الثاني (مدرب) خسر فريقه عشر مباريات متتالية، فقال في مقابلة صحافية كلاماً ـ ولست ادري إلى الآن، هل قال ذلك من اجل أن يخفف وقع الهزائم، أم من اجل أن يخفف دمه؟! ـ، فقد قال: صحيح إننا خسرنا في الموسم الماضي عشر مباريات، أما هذا الموسم الجديد فلن نلعب أكثر من تسع مباريات، وهكذا ستكون هزائمنا اقل.. ثم أتبع كلامه هذا بضحكة مجلجلة.

أما النموذج الثالث (المعلق): رياضي سمعته بأذني (الصنجا) وسمعه معي كذلك الملايين لأنه كان يعلق مباشرة على مباراة كبرى، وقال لا فض فوه مخاطباً المشاهدين والمستمعين بالحرف الواحد: إنني بهذه المناسبة أحب أن أضيف (معلومة مهمة جداً) وأقول إن هذه هي حال كرة القدم، يا فوز، يا هزيمة، يا تعادل.. (!!)

***

بدأت دول العالم الواحدة تلو الأخرى تمنع التدخين في الأماكن العامة، والفنادق والمطاعم والمقاهي والبارات، وهذه خطوات حسنة لمن هم من أمثالي لا يطيقون التدخين، وخطوات سيئة لعشاق المعسّل والكيف بجميع أنواعه، وأخذت أتذكر كيف أن التدخين إلى ما قبل سنوات قليلة كان مسموحاً به في كل مكان، إلى درجة أن الطبيب يكشف عليك في المستشفى وسيجارته لا تفارق فمه.

ولا أنسى في زمن مضى اني كنت راكباً احد القطارات، وسمعت هرجاً ومرجاً خلفي وعندما استعلمت عن ذلك ممن كان معي قال لي: أبداً الحكاية وما فيها أن امرأة حمقاء تضايقت من رائحة (السيجار) الذي كان يدخنه رجل أمامها، فخطفت السيجار من فمه فجأة وقذفت به من الشباك، فما كان من الرجل إلاّ أن تناول كلبها الأسود الصغير من حضنها وقذف به من الشباك قبل أن تغلقه.

فقلت لرفيقي: حقاً فوق الأحمق من هو أحمق منه.

[email protected]