مع أنني لم أقصد ذلك!

TT

مرات عديدة تعرضت لمواقف شديدة، وأدهشني ذلك، لقد كان صديقي الأستاذ أحمد النعمان أحد زعماء اليمن ورئيس وزرائها ومن أخف الناس دماً وأذكاهم وأطولهم لسانا، فكتبت مقالا أداعبه وأذكره بما كان بيننا من نوادر وحكايات مضحكة، وكنت مسافراً على ظهر الباخرة الفرنسية «الماريشال جوفر».. وبينما كنت أتناول طعامي جاءني شاب نحيف أسمر قصير القامة قدم لي نفسه، فقلت أهلا وسهلا.. وفجأة ظهر شاب ثان وثالث وكلهم يعملون في الباخرة ومن اليمن، وتحدثوا بلسان واحد هو: كيف أهاجم وأسخر من زعيم يمنى كبير؟!

فقد رأوا أن مداعبته إهانة بالغة لا تليق به!

ومرة أخرى كنت في مدينة ترفندروم، عاصمة ولاية كيرلا الهندية، وكان يوماً مطيراً، والمطر في الهند لا يقارن بالأمطار في بلادنا، ففي هذه البلاد يسقط المطر كتلا أو موجات عاتية أو تسونامي من السماء، وقد رحت أتساند على الأشجار وعلى الناس، وساعدني رجل لطيف ظريف وسألني من أي البلاد، ولما وصلت إلى مدخل الفندق شكرته، فقال لي: أشكرني شخصياً، لكن لا أحد في الهند يقبل ما قلته عن السيدة العظيمة أنديرا غاندي، فما الذي قلت؟ وأين؟ لقد ترجموا مقالا كتبته عن أنديرا غاندي، وكيف أنها نحيفة وكيف أنها كانت مرهقة بعد جلسة طويلة في مجلس وزرائها، ورغم ذلك وافقت على مقابلتي، فكادت تقع من شدة الإرهاق فساندتها قائلا: لقد ساندت 600 مليون نسمة؟

فضحكت وقالت إلى هذه الدرجة أنت قوي!

بس! هذا كل ما قلت، ولكن رأى هذا المواطن وغيره أنني تجاوزت حدودي!

وكتبت كثيراً عن الزعيم أبو عمار، وكتبت أن السيد عمرو موسى تحداني أن أفلت من قبلات أبو عمار، وأمامه وآخرين أفلت بصورة بارزة، فما كان من جاري في الطعام إلا أن قال لي: إهانة لأبى عمار، فقلت: يا أخي تقبيله ليس فريضة ولا هي سنة ولا هو مارلين مونرو! وكنت أقصد ذلك!