قبل أن يموت البحر وأن يميت أيضاً!

TT

تزايد الخوف على الحياة البحرية في البحر الأحمر أيضاً. فقد أصبح البحر الأبيض أقذر بحيرة مغلقة على كوكب الأرض ـ بسبب الصرف غير الصحي من كل المدن الواقعة على شواطئه. وبسبب النفايات ومخلفات السفن والبترول. وقد نصح الأطباء بألا نأكل أسماك البحر الأبيض ولكن أحداً لم يأخذ بهذا الرأي. وفي مصر كنا من أكثر الشعوب تذوقاً للسردين الذي يتكاثر عند مصب نهر النيل في البحر الأبيض. وباختفاء الفيضان بسبب السد العالي، اختفى السردين أيضاً..

ومن عشرين عاماً تقدمت إلى مجلس الشورى، باعتباري عضواً فيه، بمشروع لإنقاذ البحر الأحمر وخليج العقبة بالذات من التلوث المستمر من الصرف الصحي ومن مخلفات السفن ومن أنابيب البترول.. والفزع من القضاء على الحياة البحرية مثل الشعب المرجانية والأسماك الجميلة. وأذكر أن سيدة أمريكية أرسلت استغاثة للرئيس السادات بأن المصريين يصطادون السمك بالديناميت. وأن الديناميت يبيد مئات الألوف من الأسماك ومعها الشعب المرجانية. فغضب الرئيس السادات وذهب مع وفد كبير يتحقق. وكانت السيدة الأمريكية على حق. وصدر قرار بتحريم الصيد الجائر بالديناميت.

ويوشك البحر الأحمر أن يلحق بالبحر الأبيض والبحر الأسود وكلها بحيرات مغلقة. فالبحر الأحمر مخنوق عند باب المندب وعند بورسعيد. وتقارير الأمم المتحدة تحذر من النهاية الحتمية لموت البحر الأحمر كما مات البحر الأبيض والأسود وبحر قزوين.. وأنه يجب تدارك الكارثة قبل أن تقع فإذا وقعت فلا علاج لها..

ولن يتم ذلك إلا بالاتفاق السريع بين دول البحر الأحمر: مصر والسعودية والسودان واليمن وإسرائيل..

وقد عثر العلماء على كثير من الأسماك التي ماتت مسمومة بسبب مياه البحر الأحمر، ومع ذلك لم يتوقف الإنسان عن أكل أسماك البحر الأحمر.. وأيضاً أسماك الخليج.. أما المياه المفتوحة في المحيطات: الأطلسي والهادي فلأنها أكثر حركة واتساعاً، فإن ضررها لم يصب الإنسان بعد..