موسيقار (من غير ليه)؟!

TT

كان الشاعر الرومانسي نزار قباني يغضب عندما كانوا يقدمونه في الحفلات والندوات المصرية: شاعر أيظن!

وكانت المطربة نجاة قد ملأت الدنيا بقصيدة (أيظن أني لعبة في يديه) من تلحين عبد الوهاب. وكان نزار يقول إنه نظم مائة قصيدة قبل وبعد ذلك!

أما النقاد الجادون فيقولون إن نزار قباني هو أول من استخدم كلمة (فساتين) في الشعر الحديث..

والحقيقة انه ليس أول من استخدم كلمة فساتين. لأن الشاعر محمود حسن اسماعيل قد نظم قصيدة بديعة عنوانها «الفستان الأحمر»، وقبل ذلك بأربعين عاماً عندما كان طالباً في كلية (دار العلوم) وفي ديوانه «أغاني الكوخ».. يقول:

إن تكن ناراً فما أشهى خلودي في سعيرك

او تكن ورداً فيا لهفة روحي لعبيرك

طرفك الهفهاف يبدي لوعة خلف سطورك

ولهت روحي فراحت ترتوي من فيض نورك

يا ليت فستان لما رحت تزهو في حريرك

كنت ذراً نابض الإحساس يجري في أثيرك

يلثم الحس ويهوى فانياً بين عطورك

وبهدوء انسحب محمد عبد الوهاب من حفلة عيد ميلاد أحد الوزراء عندما قدمه احد الوزراء قائلا: ويسعدنا الليلة وكل ليلة أن يكون بيننا الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب الذي غنى أغنية «من غير ليه؟».

فقد رأى عبد الوهاب الذي غنى ولحن ألف أغنية على مدى سبعين عاماً. وكان يمكن أن يكتفي بأنه الموسيقار العظيم أو مطرب كل الأجيال.. أو حتى لو قال: مطرب الملوك والأمراء والرؤساء!

ولما أحس الوزير أن الموسيقار عندما استأذن ليذهب الى دورة المياه لم يعد. حاول الاعتذار إلى محمد عبد الوهاب.. ولكن عبد الوهاب قد أوى إلى فراشه. ولم يرد على التليفون أياماً كاملة.. وتوالت باقات الورود عليه. ولكنه لم يرد ولم يشكر أصحاب الورود..