كأنها بلقيس وكأنهم وزراؤها!

TT

أحد الزملاء كتب يقول إن «بلقيس» ملكة سبأ لا وجود لها في التاريخ. لعله يقصد أن اسم «بلقيس» هو المقصود. أما أن سبأ كانت لها ملكة فلا شك في ذلك.. وكانت حولها أساطير كثيرة.. من بينها أن أمها من الجن. ولكن التوراة والقرآن الكريم قد ذكرا ملكة سبأ. وأنها سمعت بالملك سليمان: قدراته وحكمته وكنوزه وسطوته. فأرسلت له الهدايا من الذهب والفضة والعطور. وانتظرت ماذا سيبعث من الهدايا رداً على ذلك. ثم ذهبت إليه وأيقنت أنه أقوى وأعظم وأحكم مما سمعت. ويقال إن الملك سليمان تزوجها.. ويقال أيضاً إن من أبنائها كان ملوك الحبشة..

والقرآن الكريم يحكي أن الملك سليمان طلب إلى الهدهد أن يذهب ويأتي بأخبارها. وجاءت الآيات القرآنية سريعة مكثفة المعاني. والآيات أسرع وأبلغ. فيقول الهدهد: «وجئتك من سبأ بنبأ يقين: إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم»!

وكان سليمان قد ظن أن ملكة سبأ لها حوافر الحمير. فطلب من الشياطين أن تصنع بيتاً من الزجاج تحته الماء والأسماك. فلما رأت ملكة سبأ هذا الصرح شمرت عن ساقيها فرأى سليمان أنهما ساقان لامرأة جميلة..

والمستشرقون هم الذين قالوا إن اسمها هو «بوكاليس».. وإن الاسم قد تم تحريفه إلى بلقيس. وقيل إن ملامحها كانت صينية فأمها من الصين. وقالوا أمها من الجن أيضاً.

ولكن المؤرخين الإغريق هم الذين اختاروا لها اسم بلقيس. والكلمة اليونانية هي «بلاكسيس» ومعناها الغانية أو الغازية أو الفاتنة. فليس اسماً وإنما هو صفة من صفاتها. وقالوا إن وزراءها كانوا حريصين على أن يركعوا لها لأن لها ساقين جميلتين.

وسمعت من د. بطرس غالي أنهم في اجتماعهم برئيسة وزراء فرنسا السيدة إديث كريسون كانوا يتفادون النظر الى ساقيها الجميلتين، وقال لي: من ينظر الى صورنا في التليفزيون سيجد أننا: إما ننظر إلى الأرض أو إلى السقف تفادياً من أن تفضحنا الكاميرات ونحن نبحلق في ساقيها!

كأنها بلقيس وكأنهم وزراؤها!