الرحالة ابن بطوطة رأى في نومه أن طائرا أخضر حمله على جناحيه إلى مكة وإلى اليمن وإلى الهند وإلى الصين، وسأل من يعرف تفسير الأحلام فقال له: سوف تذهب إلى هذه البلاد بإذن الله.
وسافر ابن بطوطة خمس رحلات إلى الهند والصين والجزيرة العربية، ويقال إنه رأى في المنام مرة أخرى أنه وجد نفسه فى جزيرة، ولم يكن فى الجزيرة إلا بعض الحيوانات، واندهش بأنها جميعا تتكلم العربية الفصحى، وسأل الذين يفسرون الأحلام فقالوا له: سوف تذهب إلى بلاد لا تتكلم العربية، ولكنه سوف يلقى احتراما عظيما من الجميع.
وسافر إلى بلاد كثيرة لا تعرف العربية!
أما كيف التنبؤ لي برحلة طويلة جدا برا وبحرا وجوا.. وهي رحلتي الشهيرة التي استغرقت 228 يوما بلا توقف، فقد كنت في بورسعيد في مطعم للسمك والجمبري، وجاء ماسح الأحذية، وقال لي: إنني أعرف قراءة الكف، أعطني يدك!
وأعطيته يدي مستخفا به، ولكن لا مانع من أن أسمع وأتسلى، قال لي: يا نهار أسود..
فقلت أعوذ بالله.. فيه ايه؟
قال: يا سعادة البيه سوف تركب الطائرة والحمير والطائرات وترى حيوانات وأفاعي.. هل أنت طيار؟
قلت: لا..
قال: هل أنت بحار؟
قلت: لا..
فقال سوف تسافر كثيرا وطويلا وبعيدا وحدك..
ولم أكن قد فكرت في هذه الرحلة وسافرت الى كل هذه البلاد، وأعطيته مكافأة على هذه الأمنيات الطيبة عشرة قروش، وكان ذلك قبل سفري بشهر واحد في يونيو سنة 1959!