من يخطف مواليدنا؟!

TT

هي المرة الثانية التي يخطف فيها مولود من أقسام الحضانة بالمستشفيات السعودية خلال أقل من شهرين، فعقب خطف طفل من مستشفى النساء والولادة والأطفال بمدينة «سكاكا»، تتكرر العملية بخطف الطفلة «شهد» من مستشفى القوات المسلحة بالرياض بعد 24 ساعة من ولادتها، وتأتي عمليتا الخطف بعد عملية التبديل الخاطئ لمولودين بمستشفى الملك خالد بنجران، وتم فيها تسليم ابن أسرة تركية لأسرة سعودية والعكس، ولم يكتشف هذا الخلط إلا بعد مضي سنوات..

فإذا كان خلط الأطفال مصيبة فإن خطفهم مصيبة أعظم، والله وحده يعلم حجم المأساة التي تعيشها أسرتا طفل «سكاكا»، وطفلة «الرياض»، ومدى الأحزان التي تلقي بثقلها على حياة الأسرتين، وقد أعلن والد الطفلة «شهد» عن تخصيص مكافأة قدرها مليون ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى العثور على ابنته، كما عرض والد طفل «سكاكا» 150 ألف ريال لمن يقدم معلومات تمكن من التعرف على السيدة التي خطفت طفله.. وتكرار الجريمة له أكثر من دلالة، وفي مقدمتها أن ثمة تسيبا في بعض مستشفياتنا أدى إلى عدم توفير الحماية للمواليد، علما بأن إجراءات كثيرة تتبع في المستشفيات العالمية لتفادي خطف الأطفال، وفي مقدمتها السوار الذي يطلق إنذارا صوتيا إذا ما تجاوز المولود بوابة المستشفى، ويتسم هذا السوار بخواص تمنع فتحه أو التخلص منه إلا من قبل قسم المواليد، وأمام أسرة المولود مباشرة..

وأتفهم لجوء الأبوين إلى عرض مكافآت مالية لاستعادة طفليهما، وإن كنت أعتقد أن الذي يجب أن يتحمل قيمة ذلك العرض الجهات التي تسببت في فقد المولودين، فلو أنها اتبعت الإجراءات السليمة للمحافظة على المواليد لما حدث الذي يفترض أن لا يحدث إلا في أفلام الأسود والأبيض القديمة، التي شكلت عمليات خطف المواليد حكاية محورية لعدد من تلك الأفلام القديمة..

ولست أدري ماذا تغير على الإجراءات المتبعة لحماية الأطفال في المستشفيات بعد خطف الطفلين لكي لا نفاجأ بحالة ثالثة ورابعة، فالذي حدث في «سكاكا» و«الرياض» يمكن أن يحدث في مدن أخرى إذا لم تفرض قواعد صارمة وحاسمة لسد كل الثغرات الممكنة، فالذي سرق طفل «سكاكا» وطفلة «الرياض» لم يزل طليقا، ولم نزل نجهل دوافعه وأسبابه.. وهل سيكتفي ـ أو يكتفون إن كانوا أكثر من شخص ـ بالطفلين أم أن ثمة مخططات للمزيد من الضحايا، وبالتالي المزيد من الأحزان!

[email protected]