باكستان: البقعة الأكثر خطرا لتجنيد الإرهابيين

TT

جاء التماس الرئيس برويز مشرف من الولايات المتحدة لمواصلة دعمه في وقت راح فيه أولئك الذين يمثلون أي حكومة جديدة مقبلة يقترحون أسلوبا أقل تصادما مع تطرف بعض المسلمين في المناطق الحدودية.

منذ أن أصبح تعبير «الاستخبارات الدافعة للفعل» جزءا من مصطلحات فترة ما بعد 11 سبتمبر أضيف عدد هائل من المصادر بحثا عن «أهداف ذات قيمة عالية» وقتلها في أفغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال وغيرها. وقائمة من هذه الأهداف، ابتداء بأسامة بن لادن فما تحت، أصبحت موجودة فعليا على كل مسارح العمليات، بالنسبة لكل من «القاعدة» المركزية والمجاميع المختلفة المنضوية تحت قيادتها والمنتشرة على مستوى محلي ودولي.

وكما رأينا في قتل المسؤول العسكري لحزب الله، عماد مغنية، في سورية، كانت للإسرائيليين قوائمهم وقدراتهم. وهناك تعاون كبير هنا على مستويات شديدة السرية. بعد سنوات من صرف الأنظار عن الموارد والاهتمام بالعراق، وسنوات من استجابة واشنطن لمشرف، وسنوات من تنظيم نفسها، فإن الإجماع بين «الوكالات» والخبراء في الميدان، هو أن مناطق القبائل الحدودية في باكستان، وباكستان نفسها، تمثل البقعة الأكثر خطرا في العالم في مجال تجنيد وتدريب الإرهابيين. وقد أصبح الوضع متفاقما عام 2006، ليس فقط بسبب الطريقة التي قوض بها «الملاذ» الباكستاني الجهود الأميركية في أفغانستان، وإنما أيضا بسبب المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي أظهرت إعادة إنتاج «القاعدة» بحيث أنه حتى فريق بوش الخاص بالعراق كان مقتنعا بأنه بحاجة الى إعادة تركيز اهتمامه. وفي الوقت الحالي تثير التغيرات الداخلية في باكستان الديمقراطية قلق المسؤولين الأميركيين. ومن غير الواضح ما اذا كان التحالف السياسي الجديد في باكستان سيقلص ما يجري (أم سيكون مستعدا لتحدي الجيش الباكستاني في وقت يحاول فيه الحكم). وهناك على الدوام إمكانية أنه لغرض الاستهلاك الداخلي سيقول الزعماء الجدد شيئا ويفعلون شيئا آخر. وقد تحققت نجاحات في مهمة حصد رؤوس كبيرة، كما هو الحال مع قتل أبو ليث الليبي، أحد كبار زعماء «القاعدة» في شمال غربي باكستان (والمسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية في سورية). ولكن ليس فقط أن الزعيم الأول ما يزال طليقا، وإنما ما من أحد يؤكد أن «القاعدة» أو حزب الله قد أضعفا الى حد كبير بسبب هذه النجاحات.

ولا ريب أن موكبا جديدا من المسؤولين الأميركيين سيتوجه، في الوقت الحالي، للإقامة المؤقتة في باكستان «للحفاظ» على المكاسب التي تحققت بثمن باهظ، والعمل بدأب من أجل استمرار اللعبة المهلكة في مسارها، وتحسين القدرات لملاحقة الأشخاص السيئين. ومما لا شك فيه أن السياسيين والمرشحين هنا في أميركا، سيجادلون بأن باكستان خرجت عن طريقنا أو على الأقل لن تتوقف عن المساهمة في الجهد المشترك الجديد. إن ما هو ضائع، في مأزق الحفاظ على ما يبدو عنصرا أساسيا في حرب مكافحة الإرهاب، هو سؤال ما إذا كان هذا الافتراض صحيحا في المقام الأول.

* خدمة «واشنطن بوست»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»