وصفقت الشعوب لشاعر لا يهاجم أمريكا

TT

بعدد الرقصات يكون عدد الأغنيات، بل ربما الأغنيات أكثر، فكل مناسبة أغنية أو كل المناسبات أغنيات ورقصات.. أشهر الأغنيات أو الهتافات: فيدل مؤكد سوف يعطي الأمريكان علقة.. وهذه الأغنية ليس فيها موسيقى. ومن السهل حفظ الأغاني الإسبانية.

وكنت أتفاهم بالإيطالية. فهي قريبة جداً من الإسبانية. انا أفهم ما يقولون وهم أيضاً فيما عدا حذف بعض الحروف والاختلاف في نهاية الكلمات. مثلاً اللغة الاسبانية تقول: أوجوا.. أو أوا ـ يعني بالإيطالية: اكوا، أي ماء.. وهم يتكلمون الاسبانية بلهجة مختلفة.

وفي إحدى جلسات مؤتمر القارات الثلاث تحدث المندوب اليمني. وفي نفس الوقت كان هناك من يترجم خطابه إلى الاسبانية والصينية والروسية. ولكن وقف المترجمون جميعا وراحوا ينظرون إلى بعضهم بعضا. فقد قال كلاماً لا يعرفون كيف يترجمونه. ونظرت الوفود الى المترجمين تسأل عن سبب السكوت. فلم يستطع أحد أن يترجم. فقد قال: لقد جئنا الى كوبا فقدمت لنا أكواباً! ومن المؤكد أننا لن نعود بخفي حنين.. وهذا اليوم الجميل الذي طالعت فيه بدراً.. هذا البدر هو سكرتيرتي الحسناء الغزال الشارد وكنت قد نسيت نظم الشعر.. ولكنها فجرت في أعماقي ينابيع الشعر فكانت هذه القصيدة.

وألقى قصيدة والمترجمون وقفوا عاجزين. وطالت القصيدة وتساءلت الوفود. ولما عرفوا ضحكوا وظن الزميل اليمني أنهم معجبون بشعره. فأعاد إلقاء القصيدة!

وأكدنا لهم إنها قصيدة حماسية وأن هذه هي التقاليد البدوية. وأن الشعراء يبدأون بالغزل وبعد ذلك بالإشادة بمحاربة الرأسمالية والإمبريالية الأمريكية. فكانوا يصفقون له بحرارة.. وفي اليوم التالي فضحتنا صحيفة (جراما) الرسمية وقالت إن المندوب اليمني كان يتغزل بالسكرتيرة. فقد قرر أن يعبر بقلبه عن كل آمال وأحلام شعوب عدم الإنحياز.. ويحيا الحب!