بل نحن نستحق ذلك وأكثر!

TT

قال الشاعر:

أنفسنا عزت علينا

وما رخصت. فاستباح بها الهوان

ولو أن منعناها لعزت

ولكن كل معروض مهان..

فكيف نفكر ولا نكتب. وكيف نكتب، ولا نعرض وننشر. وكيف لا نقول. وإذا قلنا صرنا (ملطشة) لمن يقرأ ومن لا يقرأ ومن يكتب ومن لا يكتب.

إن بعض المقالات نقرؤها في دقيقتين وليس من المعقول أن أكتب في نهاية كل مقال أنني جمعت هذه المعلومات والتجارب في سنوات. وليس أيضاً من المقبول أن أطلب من القارئ أن يترفق عند القراءة. وإذا لم يعجبه ما قرأ، فليس في استطاعة أي كاتب أن يكون دائماً حكيم العصر والأوان. فالكاتب يتعب ويقرف ويتألب ويتقلب. وطبيعي أن يبدو الإرهاق على فكره وعلى قلمه. وليس من المنطقي أن يفعل الكاتب ذلك. فهذه هي شروط اللعبة أن يقرأ ويكتب ويقول كلمته ويمشي، وإذا أصابه شيء في دماغه فلأن القراء يرجمونه بالحجارة. وهو يستحق ذلك. تماماً كلاعب كرة القدم. يعلم قبل أن ينزل الى الملعب أنه من الممكن أن يضربه أحد أو يكسره ويعطله عن اللعب نهائياً. ولا محاكمة لمن كسره ولمن عوقه.. فهي إصابة عمل. فاللعب هو عمله ومصدر رزقه. وإذا أصاب هتفت الجماهير له. وإذا لم يصب لعنت أباه وأمه. يحدث هذا كل يوم.. ولا شكوى.. لأنها شروط اللعبة..

لقد قرأت تعليقات على ما قاله أحد كبار الكتاب. حزنت؟ نعم. ولكن هذه شروط اللعبة. ولا بد أن نقبلها أو نكف عن الكتابة. ولكن لماذا؟ لأن القارئ يريد أيضا أن يكتب. وأن يكون له رأي في أصحاب الآراء. ولأنه منطق السوق. فالزبون على حق دائما. والزبون هو القارئ والبائع هو الكاتب. والقاعدة: إذا لم نكتب فألعن الذين يكتبون ـ وقديما كتب أستاذنا طه حسين إهداء في أحد كتبه يقول: الى الذين لا يعملون ويضايقهم أن يعمل الناس؟!

وقيل أيضا إذا مشيت وجاء من يطعنك في ظهرك فلأنك تمشي في المقدمة!

ايها القارئ العزيز لا تنس أن تلعن كل الذين يكتبون، فنحن نستحق ذلك وأكثر!