ما أكثر موتاتي وصحواتي

TT

من منا لا ينشد السعادة، لا ينشد المحبة، لا ينشد راحة البال؟! أظن ـ والله أعلم ـ أن هناك ما لا يقل عن (51%) من البشر ينشدون ذلك، وان واحدا بالمليون يستحقون ذلك عن جدارة واستحقاق، وأنا بالطبع من أولهم، ليس ادعاءً ولكنها حقيقة، لأنني فقير جداً إلى ربي سبحانه وتعالى، ومستحق في نفس الوقت إلى شفقته ورعايته. متطلب؟! نعم، عيني قوية؟! نعم، أحب المال حباً جماً؟! تقريباً نعم، أعشق الجمال أينما كان وأينما حل؟! نعم نعم نعم وكمان نعم، لهذا وضعي المعيشي غير محسود وغير مأسوف عليه.

ومن ضمن هواياتي الكثيرة مراقبة الناس حتى لو أدى بي الأمر إلى أن أموت هماً، وما أكثر (موتاتي) وما أكثر صحواتي كذلك.. ولم أتعلم ولم أترب ولم أتوقف، ويبدو لي أنه (لن)، إلى أن تأتي (ساعة قيامتي) التي لا استبعد أنها سوف تحل بعد سنة واحدة وثلاثة أشهر وخمسة أيام وثماني ساعات وسبع دقائق (بالضبط).

اعترف أن نفسي بداخلها في كثير من الأحيان شيء من الحسد، خصوصاً عندما أجد أن نفسي تواقة إلى المغامرة غير أن شجاعتها وامكاناتها لا تساعدها على ذلك أبداً، خصوصاً أيضاً عندما أجد من يقدم على مثل تلك المغامرات دون أن (يبتلّ له ذنب).. مثل ذلك (الملياردير) الأمريكي الأعزب (مايك مولين) الذي خطر على باله أن يبحث لنفسه عن عروسه، فما كان منه إلا أن يعلن عن رغبته تلك في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وتقدمت أكثر من (40) ألف امرأة، كلهن (يطلبن القرب)، بعضهن آنسات، وبعضهن أرامل، وبعضهن مطلقات، وبعضهن على باب الله.

وتفرغ حضرة الملياردير لدراسة كل واحدة منهن على حدة، وشكل عدّة لجان لمقابلة المتقدمات وتصويرهن من جميع الزوايا وجميع الأوضاع، واختبارهن من ناحية الثقافة والإتيكيت وقدرتهن على الكلام وخفة الدم والجاذبية النفسية والجسدية، ثم وزنهن بدون أي حذاء وصندل، ثم اخضاعهن لمدة ساعة كاملة متواصلة للعب (الآيروبك)، وبعد ذلك مباشرة قياس ضغطهن وحرارتهن وقدرتهن على ممارسة الغزل.

طبعاً بعد (التصفيات) لم يقابل الملياردير غير (10%) من المتقدمات - أي أربعة آلاف امرأة فقط لا غير -، كل امرأة اقتطع لها عشر دقائق من وقته على انفراد. وبعد كل هذه المعاناة، وبعد كل هذا الإنهاك والتعب المريع من قبل الملياردير، لم تنجح أية امرأة من المتسابقات في الدخول إلى مزاجه، ورفضهن جميعاً، وقرر أن يمضي بقية حياته عازباً وحيداً يحتضن مخدته في سريره البارد.

ومن ناحيتي فإنني لا ألوم هذا الملياردير العظيم على حركته الديمقراطية الإنسانية هذه، ولو أنني كنت في مكانه لفعلت مثلما فعل وأكثر، وقد يكون الفرق بيني وبينه أنني سوف اقتطع من وقتي لكل امرأة ساعة ونصف الساعة على الأقل، لأن عشر دقائق ليست كافية على الإطلاق فهي تذهب (بغمضة عين) بالسلام عليكم، واسمك إيه يا حلوة؟ وكيف الحال؟ ومع السلامة.

الذي نغص عليّ في كل هذه القصة، أن الممثلة الأمريكية (أيدي ووكر)، والتي معروف عنها أنها ضربت الرقم القياسي بالزيجات، فقد تزوجت وطلقت (22) مرّة، دون أن تمل أو تفتر أو ينهد حيلها.

وعندما سألها الصحافيون: لماذا تقدمت لهذه المسابقة؟! قالت: لكي يكون ختامها مسكا، وأردفت قائلة باستغراب: ليه يعني الإنسان ماله حق (يحلّي) في آخر الأكل؟! والله عجيبة!!

وما زالت الممثلة (أيدي) تنتظر الحلو، فهل هناك من رجل عربي همام لديه القدرة أن يحلّي لها؟! هي ما عندها مانع، وفاتحة فمها على الآخر 20 بوصة.

[email protected]