دمشق: غزة على حساب لبنان

TT

خالد مشعل الذي يدير تنظيم حماس بـ«الريموت كنترول» من العاصمة السورية لم يخف سعادته وهو يرى المواجهة مع اسرائيل تبلغ ما بلغته. فهو يرى ان الرسالة قد وصلت الى العرب.

كيف يمكن ان يكون ضرب اسرائيل بصواريخ طفولية رسالة للعرب؟

دمشق، التي هي صاحبة القول الفصل في صواريخ حماس والجهاد وحزب الله، تواجه ازمة اسمها القمة العربية. فهي تريد ان تفرض اجندة القمة ضد عمرو موسى ومعظم الدول العربية التي تريد نزع فتيل التوتر في لبنان بانتخاب رئيس وحكومة ووقف التدهور الامني في لبنان. سورية لا تريد ذلك. تريد استمرار الازمة في لبنان بالفراغ والتوتر حتى تمنع المحكمة الدولية التي تعتقد انها تستهدفها.

لإفشال مطلب عمرو موسى والدول العربية دفعت حماس لاستدراج الاسرائيليين في معركة، هم سعداء بالمشاركة فيها لأسبابهم الخاصة. دمشق تريد تحريك الشارع العربي وتثير النقمة فتفرض اجندتها على القمة، وتلغي الموضوع اللبناني، وتحرج المتخلفين عن الحضور، وتحدد مسار الحركة خلال الايام الفاصلة.

كما توقعنا، اطلقت حماس مفرقعاتها ميقنة ان اسرائيل سترد بشن حرب اجرامية على عادتها تشغل العرب، وتفك دمشق من ازمة القمة.

الآن، شكرا لإسرائيل، ستتهم القيادة السورية من يتغيب عن القمة بأنه خائن ومفرط في القضية الفلسطينية، وقد هيأت المسرح لذلك بالصراخ الاعلامي. اما اسرائيل فان لعبة دمشق تناسبها تماما، لأنها تفسد العلاقات العربية العربية، وتقطع ما تبقى من العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، وتعزز حزب كاديما ورئيس الوزراء ورفاقه المتهمين بالتخاذل بالشعبية المطلوبة عند المتطرفين الاسرائيليين.

لقد نبهنا وزير الخارجية السوري وليد المعلم مبكرا عندما قال ان الأزمة اللبنانية ليست موضوعا مهما في القمة، كان يلمح الى تنشيط جبهة جديدة. كما ان نائب الرئيس فاروق الشرع سبق ان هدد علانية، في كلمة رسمية قبل شهر، بأنه «سيندم من لا يحضر الى القمة». وهاهو الندم بدأ من غزة، وسنرى المزيد منه خلال الايام الفاصلة قبل القمة.

ومن حق المواطن العربي ان يتساءل: هل تستحق هذه القمة، او اي قمة عربية أخرى، كل هذه الفوضى والدماء والتخريب؟

قطعا لا. لا تستحق اي قمة ان تعقد ان كان ذلك على حساب المواطن الفلسطيني او العراقي او اللبناني، لكن دمشق تعتبر القمة ضرورة. رفضت نداء عمرو موسى هذا الاسبوع، الذي اقترح تأجيلها قليلا من اجل حل النزاع اللبناني. رفضت تأجيلها، او انتقادها، او التخلف عنها، او تحديد برنامج عملها بما لا يتفق مع رأيها. الرسالة اليوم من يفعل سيدفع الثمن غاليا حتى لو كانوا اطفالا ونساء في غزة. بكل اسف هؤلاء هم ضحايا القمة ولعبة السياسة، فاهنأوا بقمتكم.

[email protected]