عودة الحلم!

TT

اسمها فابيان.. قد تجدها في باكستان وقد تجدها في افغانستان.. شغلتها في الاصل عارضة ازياء.. جنسيتها فرنسية! ولم تكن فابيان عارضة ازياء عادية بل كانت نجمة عارضات الازياء في فرنسا.. بل في اوروبا كلها.. عاشت سنوات طويلة ترتدي احدث التصميمات من اشهر بيوت الازياء.. تظهر في اغلفة المجلات وعلى شاشات التلفزيون وتطاردها الاضواء وعدسات المصورين حيث تكون.

ولكن وراء كل هذا كانت شخصية فابيان الحقيقية.. شخصية الفتاة التي حلمت في طفولتها بأن تصبح ممرضة متطوعة.. لتسهر على راحة المرضى، وتغيث المتألمين وخاصة الاطفال.. ولكن كما تقول فابيان: «جمالي الصارخ في طفولتي وصباي لفت انظار الجميع خاصة اهلي الذين وجدوا في جمالي استثمارا يجب الا تغطي عليه طموحاتي البريئة. وتحت الحاح الاهل والاصدقاء وهجوم المراهقة وجدت نفسي اضعف واقبل الحياة المرفهة التي توفرها الشهرة والمال.. ووجدت نفسي اتحول الى آلة صماء تحركها طلبات ورغبات مصممي الازياء.. كان علي ان اتخلى عن آدميتي ومشاعري وعواطفي واتحول الى مجرد حيوان جميل يعرف كيف يرتدي الازياء المثيرة وكيف يثير رغبات الرجال وحسد النساء، وكيف اثير في هؤلاء الرغبة في الاقتناء.. للرجال اقتنائي شخصيا.. وللنساء اقتناء فساتيني العارية والمبهرة.

وفي مقابل المال والشهرة والاضواء تحولت الى لعبة في اصابع الكبار اعيش بلا طعام اشتهيه للحفاظ على رشاقتي، واكتفي بالاطعمة القليلة والفيتامينات والمقويات.

علموني كيف اكون قاسية وباردة ولا آبه لاي شيء انساني، فالمهم هو النجاح المادي وارضاء رغبات الكبار وانا اتمشى امامهم تأكلني عيونهم، ويتبارون في دفع الثمن من اجلي».

ثم تحكي فابيان كيف اصابها الزلزال عندما ذهبت الى عرض ازياء في بيروت، وشاهدت الخراب الذي اصاب المدينة وسمعت عن المستشفيات التي هدمتها القنابل على رؤوس الاطفال، فاندفعت بعواطفها القديمة الى المستشفى تحمل الاطفال الذين اصابتهم قنابل العدو، وتجري بين النيران والجدران الهاوية لانقاذ ارواح الاطفال البريئة، لقد عادت فابيان الى انسانيتها، وعادت الى طهارتها، عادت الى تحقيق حلمها الجميل ان تصبح ممرضة، وهذا ما حدث، وهي الآن تتنقل بين معسكرات اللاجئين في كل مكان تقوم بمهمتها الانسانية المقدسة.