«عطيل» أم «بيل»؟

TT

هل هو «عطيل» آخر، يدخل إلى دراما شكسبيرية بدل أن يخرج منها؟ هل هو كينيدي آخر، سوف يرسم لأميركا «حدودا جديدة» باللون الآخر؟ أم هل هو بيل كلنتون آخر ابن لرجل فقد أباه مبكرا، (ولكن بعد أن تزوج ثلاث مرات)، وتزوجت أمه مرتين، الثاني رجل من اندونيسيا، عاش اوباما في كنفه بضع سنين، حيث كانت أمه توقظه كل يوم في الرابعة صباحا لكي تلقنه دروس الإنجليزية طوال ثلاث ساعات ودروس التاريخ الأميركي: تاريخ أميركا السوداء.

مثل كلنتون تغلب على فقره وتألق في دراسته الجامعية. وخرج من «ييل» إلى شيكاغو لينخرط في التنظيم الاجتماعي من خلال إحدى الجمعيات التابعة لحركة رالف نادر (الدفاع عن المستهلك) وهناك بدأ حلمه المستحيل: العمل من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. كانت أكثر الدروس التي أعطته إياها أمه في جاكرتا حول «الحقوق المدنية». والحقوق المدنية في أميركا تعني شيئا واحدا: حقوق السود.

لكنه لم يرد أن يكون «أسود غاضبا». لقد اكتشف أن الشعور بالعنصرية والتمييز قائم أكثر لدى رفاقه، وكأنهم لا يريدون المصالحة مع الرجل الأبيض.

ولد باراك اوباما عام 1961، في عز الحركة المدنية ضد التمييز العنصري. وكانت والدته، تزوجت في الثامنة عشرة في جامعة هاواي تلميذا من كينيا في أوائل العشرينات. وعندما ذهب الأب إلى هارفارد لإعداد دكتوراه في الاقتصاد ترك خلفه زوجته وابنهما الذي أكمل عامه الثاني.

وضع اوباما سيرته عام 1995 في كتاب عنوانه «أحلام من أبي: حكاية العرق والإرث». بعد هاواي سافر الطفل إلى جاكرتا (1967 ـ 1971)، حيث تزوجت أمه من مهندس اندونيسي علمه «كيف أدافع عن نفسي وكيف أغير عجل السيارة».

قبل أن يدخل اوباما كلية الحقوق في هارفارد عام 1987 تلقى اتصالا هاتفيا يبلغه أن والده قد توفي. وسافر إلى كينيا ليحضر الجنازة ويسمع الحكايات.

ربما كان اوباما أول من فوجئ بأن تقترع له ولايتان، في المرحلة الأولى، يتألف سكانهما من البيض بنسبة 98%، وكما هزم كلنتون رئيسا مقيما هو جورج بوش، هكذا يمضي مجهول أسود يدعى باراك اوباما في مطاردة هيلاري كلنتون من مكان إلى مكان.