مجزرة قلوب الورد في غزة

TT

ذكرت الأخبار أن ملتان فلنائي نائب وزير الحرب الصهيوني، استخدم كلمة «شوآه» بالعبرية التي تعني «هولوكوست»، ويمكن أن تعني بالعربية «الشواية»، وهو يتوعد أهالي غزة بالدمار الشامل. يا سلام!

ملتان فلنائي نائب وزير الحرب الصهيوني، ينطق أخيرا بما هو حقيقة أفعال الكيان الصهيوني منذ عملياته الإرهابية السابقة على استيلائه على أرض فلسطين عام 1948. العجيب ليس كلام فلنائي، العجيب هو كلام ابن فلسطين أبو مازن، السيد محمود عباس.

يقول السيد محمود عباس ان على الصواريخ الفلسطينية أن تتوقف حتى تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية!

ألم يكن بإمكانه، وهو الفصيح خفيف الظل، صاحب الدعابة والسخرية، أن يقول جادا، أو بهزار: إنه على الاعتداءات الإسرائيلية أن تتوقف حتى تتوقف صواريخ الدفاع الفلسطينية؟

أوكيه! بإمكانه أن يحذف «الدفاع»، فيقولها سادة: الصواريخ الفلسطينية، المهم أن يتبع المنطق الذي كان يحتم عليه أن يرى الوضع على أصوله، منذ بداية الاغتصاب والهولوكوست الصهيوني الذي يعرف محمود عباس، كما أعرف تماما، أصله وفصله منذ نهاية القرن الـ19 ومطلع القرن العشرين، ومولد وعد بلفور 2/11/1917، لكن أن يقلب سيادته المنطق هكذا بكل هذا الشكل الدامي للحق والعدل والضمير فلا يجوز له ذلك بتاتا، حتى وهو يتنازل، حتى وهو يتهاون، حتى وهو يرتضي لأهله كل هذا الحصار والبهدلة بالبرد والجوع والمرض، لا يجوز لك هذا بتاتا يا سيد عباس وإن اختلفت، وإن غضبت، وإن ضاق خلقك من مقاومة أهلك، من إصرارهم على الحق بعناد سلاح الاستعداد للاستشهاد.

لا يجوز لك أن تعطي أعداء أهلك، السارقين لأرضك، خنجرا إضافيا يتمسكون به، وهم يجهزون على أطفال، كقلب الورد، حتى تتمكن تيسيبي ليفني أن تقول على حسابك: «هناك مسؤول واحد» عن هذه المذابح، محملة حماس مسؤولية لجوء العصابة الصهيونية إلى سلاح «الشواية»، «الهولوكوست»، وإلى استمرارها بخطط للقيام بحملة مداهمات لعدد من البنوك، في الضفة، التي يشتبهون في أنها تستخدم كقناة لتمويل عمليات «إرهاب» ضد إسرائيل، كما أفاد بذلك مصدر أمني إسرائيلي مخول، وفقا لما نشرته «الشرق الأوسط» 1/3/2008.

يا سيد أبو مازن: سمعتك مرة تستشهد بهتاف، زعمت أن المظاهرات المصرية في الأربعينيات كانت قد رفعته، يقول: «مصر والسودان لنا وانجلترا إن أمكنا». كنت تسخر من المبالغات في المطالب، وبغض النظر عن أن هذا الهتاف كان مجرد نكتة لشعب دمه خفيف، إلا أن محاولتك مقابلة مطالب الفلسطينيين لنيل أبسط حقوقهم المنصفة بأنها تشبه هذا الهتاف المختلق والمنسوب كذبا للمظاهرات المصرية في الأربعينيات، مما لا يمكن قبوله، ولا حتى على مستوى الهزار لأنه «ما بيضحك»، واستمع أنت الآن إلى الهتاف الصهيوني الداوي من حولنا، قولا وفعلا: «فلسطين ولبنان لنا، والشرق الأوسط إن أمكنا»، واعلم حق العلم أن هذه الأفعى الصهيونية السامة التي لا تكف أمريكا عن تشجيعها بغناء: «خلا لك الجو فبيضي واصفري»، تأخذ بالفعل راحتها من دون أي رادع دولي أو غيره، فلا تأخذ أيضا أنت لها راحتها بالكلام متطوعا لصالحها، بحق الدماء النازفة من «قلوب الورد»: وجوه الأطفال الشهداء التي سوف تلاحقك في الصحو والمنام مع صيحة الأب المفجوع: «أولادي ي ي ي ي ي يي ي».