فلنساعد الفلسطينيين المعتدلين في الضفة

TT

هجمات حماس الصاروخية على إسرائيل من قطاع غزة والرد الإسرائيلي على الهجمات عرقل محادثات السلام بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وهذا يعتبر في حد ذاته انتصارا كبيرا لمتطرفي حماس الرافضين أصلا لهذه المحادثات. اما زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، للمنطقة هذا الأسبوع، فتهدف إلى تذكير الكل بأن الهدف الرئيسي هو إضعاف حماس.

إلا ان هناك وسيلة أخرى لتحقيق هذا الهدف تتمثل في تعزيز موقف المعارضين الفلسطينيين المعتدلين. لحسن الحظ، هناك زعيم ذكي وأمين لهذه القوى هو الاقتصادي سلام فياض الذي يترأس الحكومة الفلسطينية إثر تعيين عباس له عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في يونيو الماضي. ثمة فرصة مواتية لواشنطن ربما لا تستمر متوفرة لأكثر من عام إذا لم تجد الاهتمام اللازم، وهي أن تثبت واشنطن للفلسطينيين ان تأييد معتدلين مثل فياض، بدلا عن متطرفي حماس، يمكن ان يثمر نتائج ايجابية ويقود إلى الازدهار والسلام. دعم موقف فياض يجب ان يكون سهلا، وهو أمر يتطلب في الأساس توفير فرص العمل التجاري والفرص التعليمية في الضفة الغربية، التي شهدت استقرارا متزايدا وتعاونا أمنيا مع إسرائيل منذ تسلم فياض رئاسة الحكومة الفلسطينية هناك. هذه المساعي قيد التنفيذ الآن، إذ ظل يعمل توني بلير، بوصفه مبعوثا خاصا إلى المنطقة، على حث الدول المانحة على مساعدة السلطة الفلسطينية وإقامة مناطق صناعية في الضفة الغربية وتسهيل إقامة أعمال تجارية فيها. كما أن وزارة الخارجية الأميركية أقامت برنامج شراكة أميركي ـ فلسطيني، برئاستي، الغرض منه تنسيق مساعي وجهود الحكومة والقطاع الخاص الرامية إلى توفير الوظائف وإقامة مراكز لتدريب الشباب وتسهيل الاستثمارات التجارية، تعمل على تشييد مراكز الشباب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتقرر ان تديرها وزيرة الشباب في حكومة فياض تهاني أبو دقة، التي اصطحبت أعضاء في برنامج الشراكة الشهر الماضي إلى مدينة الخليل لتفقد واحد من هذه المراكز، وتحدث الشباب هناك حول تلهفهم للتدريب على التكنولوجيا واستخدام الانترنت. وكانت جين كيس، المسؤولة السابقة في «أميركا أون لاين» AOL، قد حثت شركات أميركية وجمعيات على دعم هذه المراكز.

يضاف إلى ذلك أن «معهد آسبين» أطلق صيف العام الماضي «مبادرة الاستثمار في الشرق الأوسط» بالتعاون مع هيئة الاستثمار الخاص في الخارج (OPIC) Overseas Private Investments Corps للمساعدة في تقديم قروض تصل إلى 500000 دولار اميركي للأعمال التجارية في الضفة الغربية، ورصدت مبلغ 228 مليون دولار كضمانات قروض من خلال العمل مع المصارف المحلية في هذا الجانب.

وفي إطار المساعي لاجتذاب استثمارات أجنبية، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، عقد مؤتمر في بيت لحم للتنمية لمدة ثلاثة أيام (21 ـ 23 مايو المقبل)، ويؤمل في ان تساعد هذه الجهود أصحاب الأعمال الأميركيين والأوروبيين والعرب والإسرائيليين لاستكشاف الفرص والتسهيلات المتاحة في مجال الأعمال التجارية في الضفة الغربية والدخول في مشاريع مشتركة مع الصناعات الفلسطينية في مجالات مثل مصانع الأدوية والمحاجر، وهذه من مجالات العمل المزدهرة في رام الله والخليل.

ثمة اعتقاد راسخ لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع، إيهود باراك، بأن التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية تصب في مصلحة إسرائيل. إذ انها تعزز الاستقرار وتساعد في تعزيز النزاعات والتوجهات المناوئة للتطرف وتؤكد أيضا آن الوقوف إلى جانب قادة مثل فياض وعباس أكثر فائدة من اتباع طريق التطرف الذي تسلكه حماس.

*الرئيس التنفيذي لمعهد آسبين

ورئيس الشراكة الأميركية ـ الفلسطينية.

خدمة «واشنطن بوست»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»