يثاب المؤمن رغم أنفي؟!

TT

أمل مئات الملايين أن يدخلوا الكعبة وأن يصلوا.. وأن يتعلقوا بأركانها ويدعوا الله.. وقد أسعدني الحظ أن صليت في داخل الكعبة خمس عشرة مرة ـ مع الرؤساء السادات ومبارك ونميري والقذافي وعبد القيوم. والكعبة رمز. فلا هي ولا أحجارها ولا أستارها مقدسة. فالقداسة لله. ولكنها رمز لتوحيد توجهات المسلمين في كل مكان. ولكن هذا الذي أقول لا يلقى اقتناعاً من ملايين الناس..

ولا أنسى يوم غسيل الكعبة أن رأيت المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب وقد أمسك مقشة كانوا يغسلون بها أرض المسجد الحرام. وقد وضعها على كتفه. ولم يكد الناس يرونها حتى خطفوها ولم يتركوا منها شيئاً ـ إنهم يتبركون بها؟!

وفي داخل الكعبة رأيت صديقي د . عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الاسبق وقد أمسك بالملابس الداخلية لولديه التوأم ويضعها في دلو به ماء ورد. واستنكرت ذلك. ولكنه غضب. وقلت: إنه ماء مثل أي ماء.. عيب يا دكتور أنت استاذ مستنير. ما الذي يستطيعه هذا الماء. إن الشفاء من عند الله!

وفي يوم وجدتني قد دخلت الكعبة أربع مرات متتالية. شكراً لله. وفجأة ظهر صديقي أمير مكة الأمير فواز بن عبد العزيز وقال: تعال إلى داخل الكعبة. فقلت: يا طويل العمر.. لقد دخلت وخرجت أربع مرات اليوم..

ولم يصدقني وقال لي: يا راجل عيب.. أين تذهب الآن. تعال. لا تضيع هذه الفرصة!

وأقسمت أنني مرهق. فقد طفت وسعيت وصليت في داخل الكعبة طويلا. والحمد لله على ذلك. وكأنه لم يصدقني. فكان لا بد أن ادخل الكعبة ودخلت وخرجت عندما سمعت من يصرخ ويقول: يا أستاذ.. أنا بلدياتك وأمي تدعو لك.. وأريد أن أدعو لأمي في داخل الكعبة.. أرجوك.. ربنا يرحم والدتك ويجعل مثواها الجنة.. أبوس إيدك..

واستأذنت من الأمير فواز لأدخل الكعبة للمرة السادسة في يوم واحد!

والحمد لله: فالمؤمن يثاب رغم أنفه.. وأنفي!