الانتخابات الإيرانية.. الخيبة المنتظرة

TT

يتجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع غداً.

ومهما أكد إعلام النظام الإيراني، فلن تكون الانتخابات التشريعية استفتاء على شعبية الرئيس أحمدي نجاد كما يحاول إعلام الحرس الثوري أن يروج.

تغيرت صورة التوازنات الداخلية اليوم وبات الحديث عن صراع بين المحافظين والإصلاحيين غير حاضر، خصوصاً بعد أن جُرد المرشحون الإصلاحيون من حقهم في الترشح فيما امتنع آخرون عن الإقدام على الخطوة لاقتناعهم بأن الانتخابات لن تكون حرة ولا جدية، وبأن ما يجري هو لتأكيد سيطرة مرشد الثورة علي خامنئي ورجالاته.

يجري ذلك في غياب نقاش فعلي عبر الصحافة الإيرانية التي تعرضت خلال العقد الماضي لانتكاسات كبرى نالت من الدور الحيوي الذي امتازت به وخلفت مساحة محدودة للتعبير والنقاش الجدي الذي اقتصر على مواقع ومدونات عبر الانترنت..

فقبل السيطرة المطلقة للمتشددين والتي توجت بانتخاب الرئيس نجاد عام 2004 كان الصراع بين التيارين الإصلاحي والمحافظ في إيران يتخذ أشكالاً متنوعة.

التضييق على الإعلام والصحافة والحريات كان مادة للتجاذب وكانت المساحة الفاصلة بين الطرفين تشكل بعضاً من الحيوية ومتنفساً للتعبير والسجال. يقفل المحافظون المسيطرون على القضاء صحيفة أو وسيلة إعلامية، فتعمد وزارة الإرشاد التابعة للإصلاحيين حينها إلى منح تراخيص لصحف جديدة وهكذا دواليك.

لم يعد هذا هو الحال اليوم بعد ان أقصي الإصلاحيون وتراجع نفوذهم وبعد أن بات الحرس الثوري مطبقاً على مختلف أوجه الحياة والمؤسسات حتى غدا المظهر الأقوى والأكثر حضوراً في المشهد الإيراني الراهن.

تراجعت الحريات وتزايد إقفال الصحف وتصاعد اعتقال الصحافيين ومحاكمتهم بل وقتلهم تحت التحقيق أحياناً كما حدث مع الصحافية الكندية من أصل إيراني زهرة كاظمي عام 2003 حين قتلت وهي رهن التحقيق ولم تصل التحقيقات في مقتلها إلى حقيقة ما تعرضت له.

الحكومة الإيرانية دعت الصحافة الغربية والأجنبية للقدوم إلى إيران لتغطية الانتخابات..

قلة من الصحافيين العرب والغربيين منحت لهم سمات دخول ومن حظي بذلك يخضع لرقابة ومتابعة دقيقة.

فاليوم تمر الصحافة في إيران بواحدة من أعقد مراحلها، إذ على الصحافيين أن يحذروا كثيراً حين يعدون تقاريرهم عن قضايا شائكة من نوع الأزمة النووية وتردي الاقتصاد والبطالة وخنق وسائل التعبير كما حدث حين طُوقت التظاهرات وقُمعت في مهدها لدى إعلان الحكومة قبل أشهر قرار تقليص كميات الفيول.

لم يكن موعد الانتخابات غداً مفاجئاً، فهو محدد منذ أشهر والإعلاميون الراغبون في تغطية الحدث من خارج إيران تقدموا بطلبات للسفر إلى إيران منذ اشهر طويلة، لكن من سمح له بالمجيء عدد محدود.

في عام 2007 اعتبرت إيران الدولة الرابعة في العالم من حيث معدل سجن الصحافيين والذين حكم على واحد منهم بالإعدام.

الأرجح أن يصاب الطامحون الى أن تحمل الانتخابات الإيرانية غداً ملامح تغيير بخيبة فعلية.

diana@ asharqalawsat.com