الاحتفال الذي لا معنى له!

TT

تقليعة مصرية: الاحتفال بمرور تسعين عاماً على ميلاد الرئيس عبد الناصر.. لا هو عيد فضي ولا ذهبي ولا ماسي.. ولا هي فرحة بأنه قد ولد ولا فرحة بأنه قد مات. وفي نفس اللحظة ولد الزعيم الروماني شاوشيسكو، ولم يجدوها مناسبة للاحتفال بسفاح..

والسادات ولد في نفس السنة، وكذلك المستشار الألماني هلموت شميث وأمين عام الأمم المتحدة فالدهايم والروائي الروسي سولجنتسين والشاعرة الروسية اخماتوفا والمخرج السويدي برجمان والمطربة الزنجية ألافيزجيرالدا، وتوفي الشاعر الفرنسي بو لنير والموسيقار دبسي والشاعر الإنجليزي أوين.

ولا أعرف إن كان أحد سوف يحتفل في العام القادم بمرور 91 عاماً على ميلاد الرئيس عبد الناصر، وبلاش السادات. وإن كان السادات ليس في حاجة إلى حفاوة، فهو لم يمت. وإنما نذكره صباحاً ومساء كلما ذهبنا إلى شرم الشيخ والغردقة والمدن الجديدة، وما أخذناه باسم السلام، وما ندم غيرنا على أنه لم يحقق شيئاً فيما حققه السادات لمصر وللعالم العربي..

وما كان من الممكن أن يتحقق لو أخذت سوريا وفلسطين بما نصح به السادات. ولم يستمعوا إليه وإنما أدانوه وغنوا وطبلوا وزمروا ورقصوا يوم استشهاده. ولم نفعل نفس الشيء عندما اغتيل ياسر عرفات..

ولعل اسرائيل قد أقامت حوائط الفصل العنصري، لا لتفصل بينهم وبين فلسطين، وإنما لكي يضرب الفلسطينيون رؤوسهم في الحائط.. فقد ضللهم أبو عمار وأضاع عليهم كل الفرص، وكل أمل في النجاة والنجاح..

وإن قلبي ليتمزق حزناً وأسى على ما أصاب الشعب الفلسطيني من تجويع وترويع: فالجوع كافر، وكذلك الخوف والعطش والبرد والقهر والسجن، وما أصاب اليتامى والأيامى والمشردين في أوطانهم.. وما أغناهم عن هذا الهوان لو استجابوا لنداءات السادات، الذي لم يمت من تسعين عاماً!