عاجبك.. مش عاجبني!

TT

أنا وصديقي وهذا الحوار:

هو: عاجبك شباب هذه الأيام؟

أنا: نعم..

هو: عاجباك البنات.. انظر الى الملابس والتنافر في الألوان.. والتناقض في الخطوط.. إذا طالت الأكمام قصر الذيل.. وإذا طال الذيل تعرى الصدر.. وإذا قصت شعرها طال شعر زميلها.. أو صاحبها.. أو صديقها.. أو زوجها ونحن لا ندري.. عاجبك طريقتهم في الكلام.. البنت صوتها مرتفع.. وإذا كلمتك اقتربت منك كأنها تريد أن تدخل في صدرك..

أنا: واحدة واحدة.. إما أن الشباب مختلفون عنا. فهذا طبيعي. فنحن قد اختلفنا عن آبائنا.. وكان حالنا لا يعجبهم وكانوا يرون أن القيامة سوف تقوم.. لأن سلوكياتنا من علامات الساعة..أما حكايات الفساتين فأنا أجدها جميلة.. أنت لم تر لندن في الخمسينات ولا باريس في الستينات.. عندما ظهرت موضة المينى والميكرو.. أنا لا أعترض على أسلوب الشباب في الأزياء وفي الكلام وفي الحياة.. هذا زمنهم وليس زماننا.. وكل زمن له أناس، وكل اناس لهم زمن.. أما أن المرأة العاملة تستعير أساليب الرجال في الكلام.. وفي الزعيق والتدخين ولبس البنطلون والاقتراب منك عند الحديث اليك.. فأنا أفهم معنى ذلك تماماً..

هو: وتعجبك المرأة العاملة؟

أنا: تعجبني أن تعمل.. ولكن لا أحب المرأة (المسترجلة) ولا الرجل المايص.. أنثى يعني أنثى.. ورجل يعني رجل.. أما أن المرأة لا بد أن تعمل فلا جدال في ذلك..

هو: أنت لو كنت شاباً كنت تعمل مثل هؤلاء..

أنا: مؤكد سوف أعمل مثلهم تماماً وربما أكثر.. إنها لغة العصر.. أسلوب العصر..

هو: هل تذكر أننا كنا نقبل يدي الأب والأم والأكبر سناً.. ولا نضع ساقاً على ساق أمامهم.. ولا ندخن.. أنت فاكر يوم جاء والدنا والسيجارة في يدي فوضعتها في جيبي واحترقت الجاكتة وانكشف أمري..

أنا: اذكر ذلك.. ولكن لا أرى هذا ضرورياً الآن.. فكثير من الآباء لا يعترضون على أن يدخن أولادهم.

هو: يعني أنت مش كنت بتبوس يدي أمك..

أنا: نعم وكان يسعدني ذلك.. ولو رجعت امي للحياة أعدك بأنني لن أقبل يديها.. سوف أقبل قدميها!