الجمال على الأرض والجلال في السماء!

TT

كنت أول من قال إن المخابرات البريطانية هي التي اغتالت الأميرة ديانا حتى لا تلد ولداً اسمه محمد أو بنتاً اسمها فاطمة يكون أخوها رئيساً للكنيسة البروتستانية! وفي نفس الوقت نشرت الصحف الفرنسية أنه في ليلة مقتل ديانا سجلت كاميرات فندق ريتس بباريس الذي كانت تسكنه الأميرة صورة لاثنين لهما ملامح شرقية هما: عبد الله حسن رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط وأنا. فقد ذهبنا نبحث عن الأميرة ديانا. فجاء التلفزيون الفرنسي للقائي في القاهرة لكي أحكي القصة كيف ذهبنا وكيف بحثت عنها ولماذا؟!

وبدلاً من أن يكون الحوار في مكتبي اختاروا زورقاً في النيل ليلاً وتحت كباري قصر النيل و6 اكتوبر و15 مايو ذهاباً وإياباً وأطلقوا عليه اسم (كباري العشاق). وهذه أول مرة أشاهد فيها جمال نيل القاهرة ليلاً.. ففوقنا غلالة بيضاء من الهباب والتراب حجبت عنا نجوم السماء. ولكن السماء قد نثرت نجومها فتحولت إلى فنادق على البر وفنادق في الماء..

سألوني كثيراً وطويلاً عن العاشقين ديانا ودودي الفايد. وكان للزورق صوت هامس وهو يزحف على الماء. ومن حولنا زوارق أخرى فيها طبل وزمر وغناء.. ولم تكن هناك أية مناسبة وطنية وإنما المصريون والأجانب سعداء بالليل والنيل والنسيم المنعش. وكل المحبين اثنان اثنان.. وتذكرت أغاني عبد الوهاب عن النيل وأغنية الجندول، أين من عيني هاتيك المجالي..

وتذكرت الجندول في مدينة البندقية وكنت أجلس مع المرحومة داليدا وهي تشدو ساحرة مسحورة بأغنية منتشرة في ذلك الوقت تقول: مين انت.. فين انت.. ما اعرفش.. مين أنا.. فين أنا.. ما اعرفش.. مين احنا.. فين احنا.. ما نعرفش..

وكان صوت داليدا فاتناً يضاف الى فتنة مدينة البندقية والجندول يتلاشى حالماً ونحن أيضاً تحت (جسر التنهدات)..

إن القاهرة نهاراً مدينة أثرية، وليلاً مدينة رومانسية.. ونحن سكانها لا نعرف جمالها ودلالها ولكن السياح يعرفون..وإلا لماذا هم حريصون عليها نهاراً حول الهرم وليلاً في النيل..

وعندي متعة أخرى: فأنا أهتم بالفلك وإطالة النظر إلى السماء.. وعندي تلسكوب كبير، أضعه فوق السيارة وأذهب بعيداً بعيداً في قلب الصحراء وأفتح التلسكوب لأرى عظمة الله في سمائه.. ملايين ملايين النجوم تبعد عنا ألوف السنين الضوئية وألوف ملايين السنين.. وكما أننا لا نعرف كم عدد رمال الصحراء تحتنا، فلا نعرف أيضا عدد نجوم السماء فوقنا. فإينما نظرنا سوف نجد الله.. وسبحان الله..

وسبحان الله أعظم الخالقين