«جيل أوباما».. اسم مثير للخيال

TT

أقام كل من بن آفليك، وجينيفر غارنر، مناسبة لجمع التبرعات لباراك أوباما في ناد ببوسطن. ومن الواضح ان أنصار أوباما قضوا وقتا جيدا خلال المناسبة التي حضرها عدد من المشاهير. إلا ان ثمة شعورا بأن زخم تقدم أوباما في جولات السباق قد بدأ يتراجع.

فقد بات واضحا أن أوباما لم يكن صريحا تماما في توضيح جوانب الصلة بينه والقس جيرميا رايت. فعلى سبيل المثال زعم اوباما يوم الجمعة ان التصريحات التي أصدرها القس جيرميا وكانت سببا في إثارة جدل واسع لم يستمع إليها شخصيا كتصريحات أو مبادئ يبشر بها رايت داخل كنيسته.

من المحتمل ألا يكون أوباما قد استمع شخصيا إلى تعليقات أو أحاديث جيرميا رايت في خطبة له عام 2003 عندما قال: «الحكومة تعطيهم المخدرات وتشيد لهم السجون وتسن القوانين التي تنص على فرض أحكام طويلة على الذين يدانون في ثلاث جرائم وتريد في نفس الوقت ان نغني لها: بارك الله في أميركا. لا، لا، لا، لعن الله اميركا. لعن الله اميركا لأنها تعامل مواطنينا وكأنهم في درجة أقل من درجة البشر».

إلا ان الصحافي رونالد كيسلر، الذي كتب عن نشاط جيرميا كرجل دين، زعم ان اوباما كان قد حضر الحديث الذي ألقاه جيرميا في 22 يوليو (تموز) عندما ألقى باللائمة على «غرور الولايات المتحدة الأميركية البيضاء» في «الكثير من معاناة العالم خصوصا معاناة السود». إذا أخذنا في الاعتبار كثرة مثل هذه التعليقات من جانب جيرميا على نحو متكرر وكونها تمثل جانبا رئيسيا في مواقفه ونظرته بصورة عامة، فإن تظاهر اوباما بأن لا فكرة لديه حول ما يقوله جيرميا أمر صعب التصديق.

لا يعني ذلك ان اوباما يتفق مع نبرة العداء لأميركا لدى جيرميا ونظرية المؤامرة. فقد وقف اوباما خلال وقت مبكر في عمله السياسي على فائدة الانتماء على كنيسة قادرة على مساعدته في تثبيت جذور سياسية في المجتمع الذي يعيش فيه. والآن يقف اوباما على فائدة النأي بنفسه عن هذه الكنيسة.

وكلما عرفت أشياء أكثر عنه يبدو أوباما سياسيا نهازا للفرص بصورة تقليدية، وهو أنيق ومنضبط بصورة مؤثرة، جمع بين السيرة السياسية الجيدة والحملة الرئاسية الناجحة. ولكن ليس هناك الكثير من جرأة الأمل. هناك حساب الطموح وبناء البراعة ممزوجا بطبق من التضليل، وكل ذلك مغطى بفكرة كبيرة بان هذه الحملة وهذا المرشح مختلفان.

وهو ما يعيدنا إلى حدث حفل جمع التبرعات. وإذا ما ذهبت إلى موقع حملة اوباما على الانترنت وضغطت على زر «الناس» ستجد 14 فئة من الناس ممن يمكنك أن تتصل بهم، من النساء والعمال والأشخاص المتدينين والمشاركين في حملة جمع التبرعات.

فما هي حملة جمع التبرعات التي تحمل اسم أوباما؟ انها حركة شعبية يقودها نشطاء شباب لديهم هدف بسيط: انتخاب باراك أوباما رئيسا مقبلا للولايات المتحدة الأميركية، وفقا لما يقوله الموقع، مضيفا «إنك وأفرادا آخرين يمكنكم أن تنتفعوا من المواهب الكثيرة لدى الجيل المقبل في بلادنا دعما للحملة بطائفة متنوعة من الوسائل الهادفة».

ولذلك فإن حملة اوباما لجمع التبرعات، التي تحمل اسم «جيل أوباما» هي في الواقع اسم مثير للخيال بالنسبة لنشطاء شباب يدعمون أوباما. ولكن الفكرة الجذابة هي التالية: الجيل العظيم المقبل من الأميركيين يمكن أن يسمى جيل اوباما.

والحق إنني الآن أؤمن بالجيل المقبل الذي قد يسميه المرء «جيل الحادي عشر من سبتمبر». ويبدو أن الكثير من أفراده أكثر جدية وتأثيرا مما كنا عليه نحن، جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما كان الأكبر منا يثنون علينا، قبل 40 عاما، باعتبارنا الجيل الأفضل تعليما ومثالية.

والكثير ممن هم الأفضل في هذا الجيل الشاب يخدمون بلدهم إما في الجيش أو في مواقع أخرى. والبعض في المجال السياسي يعملون من أجل قضايا مختلفة ليبرالية ومحافظة ولصالح مرشحين مختلفين من الديمقراطيين والجمهوريين. ولكن من المؤكد ان هناك شيئا ما تقشعر له الأبدان حول حملة تعتبرهم «جيل أوباما».

وبدون وجود مرشح محدد في الصراع الديمقراطي يميل كثير من الجمهوريين إلى الاعتقاد بأنه سيكون من الجيد إذا ما فاز اوباما بترشيح الديمقراطيين، الأمر الذي يحررنا من أفق عودة البيت الأبيض الى عائلة كلينتون. وأتساءل الآن قائلا: لا أدري ما إذا كانت البلاد ستكون أفضل مع سلبية كلينتون أو غرور أوباما.

* خدمة «نيويورك تايمز»