هل لك رأي آخر؟!

TT

لو قلت أنت: أنا لا أعرف ما الذي تريده المرأة بالضبط؟ فسوف يكون الرد عليك أنك لا تعرف وأنك بلا تجربة. ولو قلت أنا: بعد كل هذا الذي عرفت وقرأت وجربت لم أعرف ما الذي تريده المرأة بالضبط لقال كثيرون إنني لا أزال عدواً للمرأة!

ولو قال الأستاذ العقاد:

خنها ولا تخلص لها أبداً تخلص إلى أغلى غواليها

لكان التعليق: إن العقاد هو الآخر كاره للمرأة محتقر لها.. لأنه عرف نوعية رديئة من النساء، أو لأنه عرف الكثيرات وكانت النتيجة واحدة وهي أن الرجل يجب ألا يخلص للمرأة. فإذا أخلصت لها هربت منك، وإذا خنتها جرت وراءك!

وعندما سئل الأديب الروسي تولستوي عن رأيه في المرأة ـ زوجته مثلا ـ التي هرب منها وهو على فراش الموت بعيدا عنها حتى لا تكون آخر وجه يراه قبل الموت قال: لن أقول رأيي في المرأة إلا بعد أن أتأكد أنهم أقفلوا باب قبري بإحكام شديد!

والمشكلة مع المرأة أنك حين تتوقع الإنسان يظهر لك الوحش، وحين تنتظر الوحش تفاجأ بالطفل.. وحين تداعب الطفل تطالعك الأنثى.. وفي جميع الأحوال أنت لا تعرف أيها المرأة.. ومتى تكون وحشاً وملاكاً.. إنها كل ذلك أو أسوأ!

وأستاذنا العظيم سقراط كان يعود إلى البيت مهدود العقل، فقد ظل طول الوقت يناقش مبادئ الفلسفة والأخلاق والكون مع تلامذته عاري الصدر حافيا. فإذا عاد إلى البيت طالعته زوجته قائلة: هل أتيت بالشبشب الذي تركته عند الجزمجي ستة أشهر؟ فلا يرد.

وأستاذنا العظيم الفيلسوف الألماني شوبنهور. كان يكره أمه – وهو على حق. فقد كانت تحتقره، وترى أنه تافه. وأنها هي الأديبة والفيلسوفة والشخصية. وكان ابنها الفيلسوف الصغير يقول لها وهي تلقي به على السلالم: سوف تعيشين وتموتين ولن يعرفك الناس إلا بأنك أم الفيلسوف شوبنهور! وهذا ما حدث. كل محاولة من جانب المرأة لتقول إنها النصف الآخر هو تزوير في وقائع التاريخ.. ومحاولة من اللص أن يؤكد لنا أن الفلوس التي سرقها هي فلوسه ما دامت قد أصبحت في جيبه! إلا إذا كان لك أنت رأي آخر!