فلنصبح فراعنة!

TT

لا بد أننا نضيق بأنفسنا عندما نقرأ أن الفراعنة عرفوا كل شيء وجربوا كل شيء، ووضعوا أنوفهم في كل شيء..

فنحن نضيق عادة لأننا نتحدث عن أنفسنا، ولأننا نجعل عصرنا الذهبي وراءنا، فإذا تقدمت الشعوب اليوم ولم نلحق بها، فإننا نقول: كان أجدادنا أسبق من الحضارة الأغريقية والرومانية وبابل وآشور.. كأننا نعتذر عن تخلفنا ونعتصم بأمجاد الماضي تماما كالذي يبرر كسله وفقره، بأن أخاه مشهور وغني.. وأن أحد أجداده كان زعيما في الثورة العرابية.. أو قائدا ضد الهكسوك!!

وهذا الضيق طبيعي، ولكنه مع الأسف ظالم، ظالم لأنفسنا. فالفراعنة عرفوا أشياء كثيرة جداً.. وليس هذا رأينا، وإنما هو رأي المؤرخين الأجانب، والمستشرقين وعلماء الذرة والفلك والأطباء..

بل إن بعض العلماء المعاصرين أصابته الدهشة، فتصور أن كائنات من كواكب أخرى أكثر تطوراً منا هبطت الى أرض مصر، وأن هذه الكائنات ساعدت الفراعنة على بناء الهرم، وعلى تحنيط جثث الموتى، وعلى إجراء العمليات الجراحية، واختراع مواد التجميل وهندسة الري واقتصادات الزراعة.. وانه من المستحيل أن يكون الفراعنة قد ابتكروا هذه النظريات والتطبيقات العملية لنظريات لم يعرفها الإنسان إلا حديثاً، دون أن تكون هناك عقول أكبر من عقول الفراعنة.. أي دون أن يكون سكان المريخ أو الكواكب الأخرى قد هبطوا الى الأرض.. واختاروا وادي النيل وتركوا بصماتهم العملية على معابده ، وكلها عبقرية مصرية..

حتى السينما!! لقد صدر كتاب في أمريكا يؤكد أن الفراعنة هم أول من اخترع الكاريكاتير.. وان الكثير من الرموز التي فسرها المؤرخون تفسيراً دينياً ليست إلا قصص فكاهية.. وقصص تبعث على الضحك والسخرية من رجال الحكومة ومن رجال الدين ومن الشعب أيضاً! فهناك قصص القطط والكلاب، ومعارك القطط والفئران التي ينتصر فيها الفئران عادة، وهي نفس القصص التي نراها على الشاشة الآن عندما ينتصر الفأر الضعيف الذكي على القط القوي الغبي: توم وجيري.. وهناك قصص القرود والحمير.. وهناك رسومات في متحف القاهرة ومتحف لندن تفسر لنا قصة: يا طالع الشجرة هات لي معاك بقرة، ففي الرسومات الفرعونية توجد عجول البحر فوق الشجرة، وتوجد فرق موسيقية من الأسماك.. وتوجد محاكم بين الأسود وقضاتها من الأغنام!