انتهى عصر الجمال الصادق!

TT

هذه النكتة لن تتكرر.. فقد كانت أم العريس عندما تذهب لخطبة عروس لابنها تتحسس العروس بيديها، وفي أماكن مختلفة من جسمها عيني عينك.. وكانت أم العروس ترى أن هذا طبيعي.. وكانت العروس تتوقع هذا من حماتها المقبلة.. فكانت الحماة المقبلة تحتضن العروس.. كما يحتضن رجال الشرطة بعض المشبوهين لكي يكتشفوا إن كانوا يحملون سلاحاً تحت ملابسهم..

فتتاكد من وجود صدر ممتلئ أو فارغ، تتأكد من وجود أرداف طبيعية!! فالحماة كتاجر جاء يشتري لحماً.. وتاجر اللحم يقلب «الذبيحة» ويعرف أين العظم وأين اللحم والشحم..

وأكثر من هذا تفعله أم العريس، فإنها تفتح حقيبتها، وتعطي العروس قطعة من سكر النبات، أو عود قصب لتتأكد من أن أسنان العروس سليمة، وإنها لا تضع طقماً صناعياً.. ثم تحاول أن تقترب منها أكثر وأكثر لتتأكد إن كان لفمها رائحة كريهة.. وفي هذه الأثناء تشد شعرها للتأكد إن كان طبيعياً أو باروكة.. هذه النكت التي كانت تؤديها أم العريس بحسن نية، انتهى عهدها!! انتهى ولن يعود.. فلم يعد هناك شيء طبيعي، لم يعد هناك سلاح واحد من أسلحة المرأة ليس مصنوعاً عند الحلاق أو عند الترزي أو عند شركات الكاوتش أو البلاستيك!

انتهى عصر التقليب في الذبيحة قبل زفافها إلى العريس.. انتهى! فقد تولت شركات التجميل سد الفراغ بين الأسنان.. ونفخ الصدور والأرداف، وتعلية الكعوب.. وإطالة الشعور والرموش والأظافر ووضع ركبتين من النايلون الطبيعي لتخفيف عيوب الركبتين الطبيعيتين.. ولن تجرؤ حماة في المستقبل على تقديم الحلاوة الجافة الى أية عروس ولا حتى تقديم أصابع الملبن.. لن تجرؤ فقد أصبح طبيعياً.. أصبح من الجمال أن يكون جمال المرأة مرسوماً مدروساً صناعياً.. هذه حقيقة نهائية!

لن تجرؤ أم العريس على أن تفتح فمها بعد اليوم حتى لا يقع طاقم الأسنان من بين شفتيها، ولن تصطدم بالعروس لأنها لن تحس بشيء..

انتهى عصر الجمال الصادق.. ودخلنا في عصر الجمال الكاذب، عصر التكنولوجيا. فاستريحي يا أم أي عريس!