أحرقت البيان الشيوعي لحزب جديد!

TT

في إحدى الليالي في موسكو في طريق عودتنا من كوبا إلى القاهرة قلت للزميل السعودي أحمد الفاسي: أنا سوف أؤلف المانفيستو لحزب سياسي يرضي جميع الأذواق والمذاهب والشباب، هات ورقة وقلماً.

وقلت سوف يكون الحزب هكذا: حشش ـ أي حزب شيوعي شريف، وسيكون المانفيستو على شكل أسئلة:

ما هي أحب الأديان؟ الجواب: الإسلام

ما هي أحب السيارات؟ الكاديلاك..

ما هي أحب العطور؟ الفرنسية..

ما هي أحب الأطعمة؟ الإيطالية ..

ما هي أحب اللحوم؟ الأمريكية..

ما هو أحب الكافيار؟ الروسي..

ما هي أحب أنواع الأرز؟ الايراني..

من هي أجمل امرأة في العالم؟ أمي..

وأعطيته المانفيستو، وذهبت أنام، ولم أكد أتمدد في فراشي حتى قفزت مسرعاً إلى غرفته أدق الباب: افتح يا أحمد.. أمر مهم.. وكان قد نام.. صباحاً.. قلت: الآن.. الأمر خطير جداً افتح، وفتح الباب وقال لي: يا أخي غداً، قلت الآن هات المانفيستو أريد أن أكمله.. هات فوراً..

وعدت إلى غرفتي ووضعت المانفيستو في النار، فقد كنت ارتكبت غلطة فظيعة، لأنني كتبت بخط يدي تشكيل حزب شيوعي ولم أرد أن يقع في يد المخابرات المصرية الروسية!!

وبعد أيام جاءني طبق كبير من الكسكسى بالخضر في ساعة متأخرة، وكنت في مكتبي، فأعطيت الطبق لأحد السعاة، ومات ليلتها، لم أستطع أن أحكي حقيقة ما حدث، لقد حاول الأخ أحمد الفاسى الانتقام مني لأنني سخرت منه ولأنني حكيت هذه الحكاية لكل الناس.

وأذكر أنني حكيت هذه الحادثة لعدد من السعوديين.. وقد سبقني إلى إفشاء هذه المأساة السفير السعودي صديقي أسعد أبو النصر.. ولم ينس لي أحمد الفاسي وشمس الدين الفاسي هذه الواقعة!