خمسة وخميسة؟

TT

ما معنى أن يركب الإنسان سيارة آخر موديل، ويعلق في سقفها «خمسة وخميسة» أو«حدوة حصان» أو«جزمة صغيرة»؟!

معناه أن السيارة هي أحدث ما ابتكر العقل الإنساني، لكن راكب السيارة لا يزال يحتفظ بعقلية مؤمنة بالحظ والنحس والتفاؤل والتشاؤم..

أي مؤمنة بشيء غير علمي.. وأن هذه «المعلقات» سوف تنقذ السيارة من الحوادث، وسوف تنقذ السائق من النار إذا احترقت السيارة كلها، ولا ضرر طبعا من هذه المعلقات ولا خطر من وضعها في السيارة أو الطيارة، لكن الخطر هو الإيمان الشديد.. الإيمان غير المعقول وغير المنطقي بهذه المعلقات التي تمنع من الدمار.

وأخطر من هذا أن تصبح لـ«المعلقات» قوة الحقائق العلمية المؤكدة.. ولكن هناك فارقا بين أن يتفاءل الإنسان بهذه المعلقات، وبين أن يؤمن إيمانا قاطعا بأنها هي التي سوف تنقذه بالفعل. وقد حدث أن ركب أحد رواد الفضاء الأمريكيين سفينته، وقد لف حول عنقه منديلا أهدته إليه زوجته! وصعد إلى الفضاء الخارجي، ودار وخرج من السفينة، ثم عاد إليها مسجلا انتصارا علميا عظيما..

هذا الرائد نفسه قد مات في حادث سيارة.. ويقال إنه قد نسي المنديل الذي أهدته إليه زوجته!!

والمنديل من المستحيل أن ينقذه إذا كان جاهلا بقيادة السفينة، ومن المستحيل أن ينقذه إذا كان أعلم العلماء بقيادة السيارات فاصطدمت سيارته بسيارة أخرى!!

فليس التفاؤل بالمنديل، لكن الإيمان بالقدرة الخارقة للمنديل، أو بأي شيء آخر.. بهذا التواكل على المنديل أو «الخمسة وخميسة»!!

إن هذه «المعلقات» لا تهم أبدا بشرط أن تكون على علم وتدريب بالسيارة والطيارة..

وكل من يقول: خليها على الله.. يجب أن يكون قد تعلم واستعد، وبعد ذلك يتركها على الله!