قمة دمشق.. ولماذا الحضور؟

TT

لا أرى مبررا للاستغراب بشأن قرار المملكة العربية السعودية إيفاد مندوبها لدى الجامعة العربية، لحضور القمة العربية في دمشق، بل السؤال الذي يجب ان يطرح هو: ..ولماذا الحضور؟

وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن قبل أيام أن نجاح القمة يتمثل بانعقادها في دمشق، وفي موعدها «رغم محاولات الضغط والابتزاز» بحسب قوله، فإذا كان نجاح القمة هو انعقادها في موعدها، وفي دمشق، فلماذا المشاركة على أعلى المستويات طالما قد تحقق للنظام السوري النجاح الذي يريده؟ ولماذا الحرص على المشاركة من قبل القيادات العربية وسورية تعلن بأن القمة بمن حضر؟

إنجاح القمم، والسعي لحضور المؤثرين واجب الدولة المضيفة، وليس الضيف. ومن يريد عقد قمة ناجحة عليه أن يهيئ لها أسباب النجاح، لا ابتزاز الدول العربية وترهيبها بكيل التهم، والانتقاص من مواقف تلك الدول، خصوصا أن لديها ملاحظات تستحق الاهتمام. وليس بإرسال دعوات حضور القمة عبر معاونين وموظفي هلال احمر.

السوريون يكررون على مسامعنا ليل نهار بأن قمة دمشق هي قمة التضامن العربي، ولا أدري عن أي تضامن يتحدثون؟ هل التضامن يعني تغييب دولة عربية من القمة بتعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان؟ هل التضامن العربي يعني أن على العرب أن يتوافدوا الى دمشق لمباركة احتلال سورية للبنان، باسم الجغرافيا والتاريخ وشرف المقاومة، وخوف المواجهة؟ هل يعقل أن تعهد القمة العربية ورئاسة مجلس الجامعة لدولة عربية ترى في التقارب والتلاحم مع ايران أهمية تفوق التلاحم والتقارب مع العرب أنفسهم؟

وقد يقول البعض إن السياسة مصالح، وهذا حديث عاطفي، لكن لغة المصالح تقول بأن لا نبارك احتلال دولة عربية من قبل دولة عربية أخرى، ولغة المصالح تقول بأن لا مصلحة لأحد في اغتيال دولة عربية مؤسسة في الجامعة العربية. والمصالح تقول إنه لا يجوز القبول بتفتيت الدول العربية وتقسيمها من الداخل، بزرع ميليشيا وأعوان لسورية وإيران. ولغة المصالح تقول إنه من الانتحار أن نتحول الى كارت تفاوض بأيدي الايرانيين، ولو على يد سورية.

لا أرى مبررا لحضور على مستوى القادة لقمة دمشق، على الرغم من النكتة المضحكة التي أطلقها قبل أيام المفتي العام لسورية البعثية السيد أحمد حسون، حين قال إن حضور قمة دمشق «فرض عين على كل حاكم عربي، وأن من يتخلف عن القمة بدون عذر صحي فهو آثم، فليس على المريض حرج، ولا عذر سياسيا لأي حاكم أن يتخلف عن قمة دمشق، كما أنه لا يجوز لأي حاكم إرسال من يمثله، لأن الأمة العربية هي اليوم بحاجة إلى لقائهم».

وما حكم ما تفعله سورية في لبنان منذ ثلاثين عاما يا مولانا؟ وما حكم ما تفعله سورية بالتحالف مع ايران في لبنان والعراق وفلسطين، وسورية نفسها، خصوصا، ونحن نسمع ونقرأ كل يوم عن رغبة سورية في استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وغزل هنا وتلميح هناك، في الوقت الذي يكتب فيه على لبنان وغزة والعراق التحول الى محرقة باسم المقاومة، بينما الجولان ينعم بهدوء تحسده عليه دمشق نفسها؟

[email protected]