مع الزعماء السوفييت

TT

من قدر الزعماء وقادة الدول أن يصبحوا دائما هدفا وموضوعا للظرفاء. واستحق القادة السوفييت أكثر من غيرهم مثل هذا النصيب، لا سيما بالنظر لفشلهم في قيادة أمتهم وبناء مجتمعهم الاشتراكي. هكذا سخر منهم المنكتون فرووا أن جوزيف ستالين ونكيتا خروشوف وليونيد برجنيف سافروا ذات يوم معاً في القطار. ولكن القطار سرعان ما تعطل وتوقف عن السير كليا. تقدم ستالين أولا لمعالجة الموقف. أمر بقتل سائق القطار لضلوعه في عمل تخريبي، وبنفي مساعده إلى معتقل إصلاحي في سايبيريا. ولكن القطار لم يتحرك وبقي عاطلا.

تقدم بعد ذلك خروشوف فأمر باستدعاء مساعد السائق من سايبيريا . قال له: لقد أمضيت مدة إصلاحية طويلة في المعتقل. والآن عليك تحريك القطار واستئناف السير. ولكن الرجل بعد غيابه الطويل عن العمل نسي كل شيء عن أدوات الماكنة ولم يستطع تشغيلها وبقي القطار عاطلا.

عندئذ تقدم برجنيف لحل المشكلة. أصدر أوامره لكل الركاب في القطار بأن يواصلوا تحريك أجسامهم أماما ووراء باستمرار. عندئذ لاح للجميع أن القطار قد استأنف السير.

وهو بالضبط ما جرت عليه الأمور في عهد برجنيف. كل شيء في جمود ولكن يبدو للناظرين، وخاصة في الأحزاب الشيوعية، أن الاتحاد السوفييتي ماض قدما إلى الأمام.

كل شيء يجري بصورة شكلية. روى وليم هايستر، السفير البريطاني في موسكو، أن مظاهرات صاخبة أحاطت بالسفارة أثناء أزمة السويس. تضايق من استمرارها فخرج وقال لضابط الشرطة: ما هذا؟ إلى كم سنبقى نتحمل هذا الضجيج؟ نظر الضابط إلى ساعته بكل أدب وقال سينصرف الجميع بعد عشر دقائق.

تمنى الجميع سقوط برجنيف وخروجه من الحكم. ما أن مات حتى استلمت عاملة التلفون في الكرملن نداء من شخص يطلب برجنيف. قالت له لقد مات برجنيف. مضت دقائق ورن التلفون ثانية. وكان نفس الشخص يطلب مكالمة برجنيف. كررت نفس الجواب. وتكرر النداء. أجابته بغضب: طلبت مني نفس الطلب عدة مرات، وأجبتك كل مرة بأن برجنيف قد مات. ما هذا الإزعاج؟ أجابها الرجل: أنت على حق، ولكن كم يعجبني أن أسمع جوابك هذا مرة بعد المرة.

تحير القوم بعد نبش جثمان ستالين في أي مكان يمكنهم أن يدفنوه. عرضوا ذلك على أمريكا فقالوا: كلا. لا نريده. عرضوه على بريطانيا ثم فرنسا وغيرهما ورفض الجميع. أخيرا عرضوا على إسرائيل مبلغا مغريا لدفنه هناك. أجابهم بن غوريون: لا مانع لدينا ولكن تذكروا أن هذه الأرض هنا مشهورة بالبعث بعد الممات. فصرف الروس أنظارهم عنها.

أخيرا لم يجد غورباتشوف بدا من المباشرة بالإصلاح بشعار البيرسترويكا. ارتاع الزعماء الشيوعيون الآخرون من هذه الفكرة. ذهب كاسترو لحلاقة شعره فلاحظ أن الحلاق كان يكثر من ذكر هذه الكلمة، بيرسترويكا، في هذرفته البريئة معه. فصرخ فيه كاسترو: ما هذا؟ لماذا تعيد وتكرر هذه الكلمة؟ فقال الحلاق: إنها تساعدني في حلاقة شعرك. فكلما أقول بيرسترويكا يقف شعرك على رأسك فيسهل علي قصه.

وهذه نكتة رويت فيما بعد عن زعماء آخرين. منهم جورج بوش وذكر اسم صدام حسين.