«قم» للمعلم!

TT

وزير الخارجية السوري وليد المعلم يقول إن المسؤولية الأولى في حل أزمة لبنان تقع على عاتق اللبنانيين، ثم قدرة السعودية على تشجيع أطراف الأزمة اللبنانية على الحوار، أي ان المعلم يريد ربط الأزمة اللبنانية بالسعودية، وهذا افتراء.

أوليس نائب الرئيس السوري فاروق الشرع هو من قال في لقاء سياسي عقده ضمن اجتماعات فروع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في دمشق إن أصدقاء سورية في لبنان «الآن هم في وضع أقوى وأصلب من أي وضع آخر، حتى وعندما كانت القوات السورية داخل لبنان»؟

أوليس الشرع من قال «وضعنا الآن أقوى وأفضل»؟ أولم يسمِّ الشرع يومها حلفاء سورية في لبنان بالإسم ذاكرا ميشال عون وحزب الله ونبيه بري، وهؤلاء الثلاثة هم الأدوات المعطلة في لبنان لحل الأزمة الرئاسية، والسائرون على خط دمشق؟

ما ذكرته هو نص حديث الشرع، وليس تأويلا ولا قراءة في خطابه، بينما آخر ما صدر عن السعوديين كان تصريحا من السفير السعودي في بيروت الدكتور عبد العزيز خوجة، وجاء يومها في أعقاب حديث لوليد جنبلاط، وقال فيه السفير السعودي إن السعودية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في لبنان! وهنا يتضح الفارق الكبير بين دولة تريد لبناناً حراً مستقلاً، وأعني هنا السعودية، وبين دولة أخرى تريد لبناناً خانعاً خاضعاً محتلاً، والمقصود هنا سورية.

السوريون يريدون إشغال الرأي العام السوري عن نكسات سياساتهم من خلال المغالطة، وترويج الأخبار الملفقة من قبل المحسوبين عليهم في وسائل إعلامهم في بيروت، ضد السعودية.

وبلغ الأمر حد الطرافة عندما شرع المندوب السوري لدى الجامعة العربية في عدِّ الحضور من وزراء الخارجية العرب في اجتماعات دمشق، ليقول إن عدد من حضر من الوزراء يفوق سابقاتها في تاريخ لقاءات وزراء الخارجية، متناسيا ان تخفيض التمثيل ليس المراد به اجتماع الوزراء، بل مؤتمر يرأسه رئيسه الأسد. وها هو الأردن يعلن عن إرسال مندوبه لدى الجامعة العربية ليمثله في القمة، مثله مثل السعودية ومصر.

وبدلا من أن يستشعر وليد المعلم حجم الأزمة التي وقعت فيها بلاده جراء السير خلف إيران على حساب المصالح العربية، أراد الوزير التذاكي بربط غياب القادة العرب المؤثرين عن قمة دمشق بالرغبة الأميركية.

لدى سورية أزمة مع السعودية، ومصر، والأردن، ولبنان، وفرنسا، وأميركا، والمجتمع الدولي، خصوصا أن المحكمة الدولية آتية وحينها ستكون القرارات دولية، والسيد وليد المعلم ما يزال يصر على بيعنا الوهم. فالرئيس السوري هو من ينادي بدور أميركا. وهو من يسعى إلى السلام مع إسرائيل، في الوقت الذي تروج دمشق لتعديل مبادرة السلام العربية، بزعم أنها ليست ذات جدوى. جملة من المتناقضات والمغالطات التي تبيعنا اياها دمشق.

على من يريد أن يكون إيراني الهوى، ضد المصالح العربية، فليتفضل ويؤذن في «قم» شريطة أن لا يحاضرنا صباح مساء عن التضامن العربي، والعزف على أوتار القومية.

[email protected]