هربا من وجع القلب على لبنان ودارفور! (3 من 4)

TT

شكرا لإدارة السياحة في أبوظبي، فقد أعادتني إلى هواية وحرفة قديمة. فقد بدأت حياتي الصحافية في جريدة الأهرام سنة 1950 محررا للأزياء والموضة، في نفس الوقت أقوم بتدريس الفلسفة في الجامعة.. أي الأزياء العقلية أيضا.

وكانت للأهرام مراسلة اسمها (اليس باخوس)، تبعث برسائلها بالفرنسية. وكان من نصيبي أن أترجمها. إن هناك تعبيرات في الفساتين والأرواب لم أصادفها في الأدب والفلسفة الفرنسية، ولذلك ترددت على دور الأزياء: على مدام فاسو ومسيو جورج ومدام أفلاطون والصديقة ايفون ماضي ابنة الممثلة زوزو ماضي. وكانت معي كراسة أكتب فيها الترجمة العربية للمصطلحات الفنية: طول الأكمام والذيل وخط العنق وخط الكتفين، والكشكشة والياقات الحادة والياقات الملفوفة والزراير والأقمشة البارزة والألوان المتدرجة والمتداخلة، وخط الوسط.. وموضة الشانيل أي ذيل الفستان على الركبة، ثم موضة (نيو لوك) التي ابتدعها ديور.. وموضة ميني وميكرو وماكسي، التي ابتدعتها السيدة ماري كوانت، وهي التي تمسكت بها المرأة منذ خمسين عاما. ولا تريد العدول عن كشف ساقيها. ولم يفلح مصممو الأزياء في أن يعدلوا عنها. فالمرأة تريد أن تكشف مفاتن الساقين!

أما هذه المرة في أبوظبي فقد جلسنا في الصف الأول وإلى جواري ثلاثة من المسؤولين عن السياحة في أبوظبي يتقدمهم الصديق سعيد حمدان. وأعجبني العرض والألوان الرمادية الفاتحة والغامقة والفضية. ولم تعجبني الأحذية المسطحة، أي التي بلا كعب، فالذي اخترع الكعب رجل عبقري لأنه يرفع قامة المرأة..

إن الأزياء صناعة وفن وذوق، وهذه العروض إنعاش لمشاعر كثيرة وراحة من دارفور ولبنان وفلسطين وبن لادن وطوابير الخبز واختيار أو عدم اختيار رئيس لبنان ووجع الدماغ والقلب!