شانجري ـ لا.. أي المكان الذي لا نظير له! (4 من 4)

TT

كل فنادق أبوظبي تحفة معمارية، فرجة، فهي صورة خيال المهندس المعماري الذي لم ينس أنها بلاد عربية إسلامية، ولذلك تجد آثار العمارة الإسلامية في كل مكان.. والمسجد الذي يقام باسم الشيخ زايد تحفة التحف الهندسية في الفخامة والأبهة.

ولا يضاهيه إلا المسجد الذي أقامه الملك حسن الثاني، فليس له نظير في الدنيا، وقد اتخذ آية قرآنية شعارا وتاجا له، يقول الله تعالى «وكان عرشه على الماء»..وقام هذا المسجد على الماء.

أما فخامة «مسجد المدينة» والذي نسميه مسجد الرسول.. فلا وجه للمقارنة بينه وبين أي مسجد آخر في الاتساع والفخامة والإضاءة والتكييف، فهو مسجد كل المسلمين.. مسجد الملايين.

والفنادق تتسابق في مجالات أخرى: كيف ترون الجمال والراحة. أما النظام والانضباط فشديد: ساعات الطعام محددة وإذا تأخرت دقيقة فلن تجد طعاما، وإنما عليك أن تطلبه في الغرفة، ولا استثناء لأحد، والعاملون في الفندق من الآسيويين في غاية الأدب ـ بل أدبهم زائد على اللزوم، والفندق اسمه «شانجري ـ لا»، وهو اسم اخترعه كاتب انجليزي اسمه جيمس هيلتون جاء في رواية له بعنوان «الأفق المفقود» صدرت سنة 1933، فقد سافر قبل ذلك بسنين إلى باكستان والهملايا ورأى طرازا من الناس لا مثيل لهم: في الطيبة والسلام والخير والحب والعدل.. وأطلق على هذه الجماعة أو مدينتهم شانجري ـ لا.. أي التي لا نظير لها في الدنيا. وفي سنة 1942 أطلق الرئيس روزفلت على مقر الرؤساء الأمريكان الذي اسمه «كايوسين ـ هاي» اسم «شانجري ـ لا» أي المكان الهادئ النادر الوجود.

ولما جاء ايزنهاور قرر تغيير اسم «شانجرى ـ لا» إلى كامب دافيد تيمنا بحفيده دافيد، وفي كامب دافيد التقى الرؤساء كارتر والسادات وبيجين للاتفاق على السلام في الشرق الأوسط.

وقبل ذلك اختار الفيلسوف الإنجليزي توماس مور كلمة «يوتوبيا» أي المدينة الفاضلة، وكلمة «يوتوبيا» يونانية ومعناها: الذي لا وجود له.. ولا مكان له إلا في خيال الشعراء والفلاسفة لأنها الخير والجمال والحب والعدل والسلام، وأنها أمل كل الناس.