صراع أوباما وهيلاري.. في صالح ماكين

TT

لا تزال أمام هيلاري كلينتون فرصة لكسب معركة الترشيح الرئاسي، لكنها ربما تكون فرصة أقل من فرصة وصول جون ماكين الى البيت الأبيض بسبب النزاع المتواصل بين الديمقراطيين.

فوز كلينتون يتطلب بالضرورة إحرازها تقدما في نسبة أصوات المندوبين لتعويض الأصوات التي خسرتها في عدد من الولايات بعد انطلاق معركة الترشيح داخل الحزب الديمقراطي. وكما قال بيل كلينتون في 17 مارس (آذار) الحالي: «إذا فاز أوباما بجملة الأصوات فإن الخيار سيكون سهلا. ولكن إذا فازت هيلاري بجملة الأصوات وعجزت عن الحصول على عدد كاف من أصوات المندوبين، فيجب ان تسأل نفسك عن الأمر الأكثر أهمية والمرشح الذي من المرجح ان يفوز في معركة الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)».

حتى بيل كلينتون يعترف فيما يبدو باحتمال فوز أوباما في معركة الترشيح في حال عدم فوز هيلاري بجملة الأصوات، وفي هذه الحالة لن تكون لديها حجة. وإذا أخذنا المسألة من ناحية حسابية صرفة، فإن هيلاري كلينتون تأتي خلف أوباما بفارق 700000 صوت من الأصوات العامة. ويتوقع ان تكون هناك 6 ملايين صوت أخرى في عشر ولايات لم تصوت بعد.

ولكي تصبح هيلاري كلينتون في المقدمة لا بد ان تحصل على 56 في المائة على الأقل من جملة الأصوات المتبقية، او بحساب آخر ما يزيد على 60 في المائة من الأصوات خارج نورث كارولاينا وولايات اخرى يتوقع ان تخسر فيها هيلاري كلينتون. ويجب ان نضع في الاعتبار انها لم تفز حتى الآن بـ60 في المائة من الأصوات في أي ولاية باستثناء آركنسو، حيث كانت السيدة الأولى للولاية.

يعني كل ذلك ان فرص هيلاري كلينتون في الفوز ضئيلة، إلا اذا حدثت تطورات رئيسية.

ماكين هو الفائز الأكبر في العراك الجاري الآن بين الديمقراطيين. وتشير نتائج استطلاع أعلنت يوم الأربعاء إلى ان 19 في المائة من مؤيدي اوباما قالوا إنهم سيصوتون لماكين في الانتخابات العامة في حال فوز هيلاري كلينتون في معركة الترشيح. وقال ما يزيد على 28 في المائة من مؤيدي هيلاري كلينتون إنهم سيصوتون لماكين في حال فوز أوباما بمعركة الترشيح.

نتائج استطلاعات ما بعد التصويت تشير الى نفس التوجه؛ ففي ساوث كارولاينا قال 70 في المائة من مؤيدي كل مرشح انهم سيشعرون بالارتياح اذا خسر الطرف الآخر.

وربما تهدأ الأمزجة بحلول شهر نوفمبر إذا ما تم ذلك. ولكن استمرار المنافسة يعمق الجروح ويقلل الوقت اللازم للالتئام: ففي 9 من 10 انتخابات رئاسية تبين ان المرشح الذي يفوز أولا بترشيح حزبه يفوز في انتخابات الرئاسة. وإذا ما تعرقل انتخاب المرشح الديمقراطي فإن ذلك سيضر بالديمقراطيين المرشحين لمناصب أخرى أيضا.

وأوضح فيلب فيلب بردسن الديمقراطي وحاكم ولاية تينسي الذي لم يتخذ جانبا «انه من المدهش مدى المرارة التي وصلت اليها الحملات. ويمكن ان تصبح اكثر سوءا في الشهور القادمة. أحب وجود رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي، ولكن احب افضل ايضا وجود كونغرس ديمقراطي. واذا ما بقي الناس في بيوتهم، فلا يمكن ان يساعد ذلك المرشحين في مجلس الشيوخ والنواب، والمشرعين على مستوى الولايات».

ويحث بردسن ما يعرف باسم «الوفود السوبر» على عقد انتخابات تمهيدية في شهر يونيو(حزيران)، بحيث يمكن اختيار الفائز في وقت يسمح ببداية اندمال الجروح قبل المؤتمر العام.

وبدلا من ذلك تزداد المعركة دموية؛ فهيلاري كلينتون تحدثت هذا الأسبوع عن استمرار المنافسة «للشهور الثلاثة القادمة»، ومما لا شك فيه أنها ثلاثة شهور مريرة. وهناك همهمة بأن استراتيجية هيلاري الحقيقية هي تدمير فرص أوباما في الفوز بالانتخابات العامة، بحيث يمكنها المنافسة في عام 2012.

ان هيلاري كلينتون التي بذلت الكثير من الأعمال الجيدة في مجال الصحة ورعاية الأطفال لسنوات عديدة والتي كانت في الآونة الأخيرة عضوا ناشطا في الكونغرس تستحق الأفضل. كما ان بيل كلينتون، الذي واجه قضايا الإيدز والفقر بحماس منذ ترك البيت الأبيض، يخاطر بتشويه سمعته. فقد انخفضت شعبيته في استطلاعات الرأي بصفة منتظمة.

وإذا ما أمكن لهيلاري كلينتون إدارة حملة مثيرة للاهتمام، فهناك فرص في الفوز بالانتخابات التمهيدية القادمة، وربما يستفيد الديمقراطيون من الاهتمام والحضور. ولكن اذا ما استمر النزاع، فربما يتذكرها العديد من الناس الذين أعجبوا بها وزوجها بأن تأثيرهما على أوباما مماثل لتأثير رالف نادر على آل غور في عام 2000.

هل تخاطر هيلاري وبيل بأن يصبحا «نادر انتخابات 2008».

* خدمة «نيويورك تايمز»