كل جزم الرؤساء الأمريكان قديمة!

TT

ما حكاية (الجزمة الرياسية).. جزمة الرئيس الأمريكي أو المرشح لأن يكون رئيسا؟ ففي صور نشرت أخيرا للمرشح أوباما.. مد ساقيه ووضع حذاءه في عيون الناس وكان الحذاء متآكلا، ولا يرى الأمريكان في ذلك أي شيء غريب.. وكذلك كان يفعل كيندي ونيكسون..

بينما نحن لا نفعل ذلك ولا يصح، لأن معنى الجزمة عندنا مختلف، فنحن نرى الجزمة شيئا محتقرا.. ونقول فلان: جزمة أو زي الجزمة القديمة أو يستاهل ضرب الجزمة.. ربما لأنها في القدم والقدم على الأرض القذرة..

ولكننا رأينا البعض يصلون بالجزمة، ولما كتبت هذه الحقيقة تلقيت شتائم من القراء المصريين، والسبب واضح أن الجزمة نظيفة.. ونحن نعلق الأحذية الصغيرة في السيارات من الداخل ومن الخارج أيضا؟! وبابا نويل يحمل هداياه للأطفال في الجزمة..

والسير بلا حذاء من مظاهر الفقر أو الرهبانية والتقشف وكان المسيح عليه السلام يمشي حافيا.. وكان أستاذنا سقراط أيضا..

وكان الأوروبيون يضعون الشراب في جزمة الراقصة ايزادوره ويشربونه، ويضعون حذاءها فوق رؤوسهم..

وكان لأستاذنا العقاد عشرون حذاء أمام سريره..وكان للأديب همنجواي أربعون في غرفة نومه أيضا..

وفي جامعة السربون تمثال لعله للعالم شامبليون وقد وضع جزمته على رأس أحد الفراعنة، واحتج كل المصريين، واندهش الفرنسيون ولا يزالون، لأن المفهوم مختلف فوضع الجزمة على دماغ الفرعون ليس إهانة له وإنما أرادوا أن يؤكدوا أن التاريخ الفرعوني تحت سيطرة العلماء!

وأذكر أنني نبهت أحد ضيوف الرئيس السادات بألا يضع حذاءه في وجهه كما يفعلون عادة، فوعدني ونسي! ولم ير الرئيس في ذلك إهانة، فهذه عادتهم. وكاد أحد رجال ديوان الرئاسة أن ينبه الأمريكان والإسرائيليين ألا يفعلوا ذلك، فتدخلت، ومنعته حتى لا ينشروها في الصحف، وتكون نكتة!

ومصر هي الدولة الوحيدة في العالم كله التي أرسلت خطابا من وزارة الخارجية إلى كل الدول الكبرى بعدم تقبيل زوجة أي مسؤول مصري، ولم ينشروا هذا التحذير، ونشرته أنا نيابة عنهم!