ما هو لونك المفضل في أمريكا؟

TT

في أمريكا الحمراء والزرقاء، ربما تعتقد أن هناك الكثير من الناس يميلون إلى اللون الأرجواني، حيث يميلون إلى الجمهوريين في بعض الموضوعات، ويميلون إلى الديمقراطيين في بعضها الآخر. وسوف تكون على صواب في اعتقادك هذا.

ولكن هذا الفهم المقنع لا ينطبق كثيرا على من يعيشون في أرض السياسة.

ومن بين هؤلاء، تلك الطبقة المميزة التي تعوق دفع رواتب الجمهور، وتسعى نحو السلطة الأعلى وتتوق إلى القوة السياسية مثلما يتوق الظمآن إلى الماء، وتشعر بأنها إما أن تنتصر أو تواجه الهزيمة. والحقيقة أنه على المرء أن يتحمل تبعات اختياره!

ولهذا، ففي حملة كبيرة مثل هذه الحملة، يعتبر ذلك المفهوم نتيجة مسبقة يتبناها معظم السياسيين. وسوف يتوجه الديمقراطيون إلى المرشح الديمقراطي ويتوجه الجمهوريون إلى المرشح الجمهوري، والحقيقة أن هذا أمر في غاية الملل! ولهذا كانت هناك بعض الدراما الحقيقية في القاعة الكبيرة في اتحاد كوبر بقرية غرينيتش يوم الخميس الماضي.

فلم يكن في وسع أحد من الحاضرين أن يجزم بالمرشح الذي سيختاره العمدة مايك بلومبيرغ. نعم، المستقل الديمقراطي السابق والجمهوري السابق فقط، مثل عمدة نيويورك، هو الذي يستطيع تحويل قرار كبير هكذا إلى علامة استفهام كبيرة.

وقد بدا هو وباراك أوباما، والأعلام الأميركية من حولهما، وكأنهما مراهقان يجلسان في المقاعد الخلفية في إحدى الحفلات الراقصة، ويحاولان تجربة حركاتهما البهلوانية.

وقد أفاد بلومبيرغ وهو أحد المسؤولين المهمين القلائل ممن لا ينتمون بصورة رسمية إلى أي من اللونين الأحمر أو الأزرق، بقوله: «إنني لم أؤيد بعد مرشحا لمنصب الرئيس».

أما أوباما، فقد ظل يستخدم عبارات محسوبة ليحافظ على علاقته الثابتة مع العمدة. ومن ذلك: «مد يد العون» و«الحافز الاقتصادي» و«تغير في الثقافات».. أنت الفائز، أنت النجم باراك!

وقد قال السيناتور إلينوس الشاب بصوته المشهور ذي النبرة العاطفية: «سيدي العمدة.. إنني أشاركك التصميم على جمع هذا البلد من أجل تقدم الشعب الأميركي».

حسنا، إن التعليق لا يعني الكثير في الحقيقة. ولكن هل قال ذلك بطريقة لطيفة من قبل!

ولا يستطيع بلومبيرغ إعطاء إجابة، حتى تكون هيلاري كلينتون خارج السباق بأمان. فعمداء نيويورك لا يستطيعون التحول عن سيناتور نيويورك، ولاسيما عندما يتعرض العديد من مليارات المساعدات الاتحادية للخطر. ولكن الإشارات كلها كانت إيجابية يوم الخميس الماضي. فعلى الرغم من الكلام المقلق في الخارج، كانت القاعة الكبيرة في حالة من الإثارة. وكان مزاح باراك ومايك على أشده.

وقد مزح بلومبيرغ بأن أوباما قد دفع حساب الفطور في العام السابق في مانهاتن. وأجاب أوباما بأن قيامه بسحب الشيك بطريقة فيها مبادرة، كان هو أسلوبه ليكون فعله استراتيجيا من الناحية المالية.

وقال: «علي أن أخبرك بالسبب الذي اشتريت من أجله الفطور، وهو أنني أتوقع استرداده بشيء أكثر تكلفة». فهل يكون ذلك الشيء هو تأييد بلومبيرغ، بالإضافة إلى المساندة المالية التي لا يستطيع تقديمها غير ملياردير؟ حسنا، ليس تماما.

يقول السيناتور إلينوس بجدية: «إنني لست غبيا. هناك العديد من المطاعم الجيدة هنا في نيويورك». لقد كان الأمر عاطفيا جدا، حيث كان هذان الرجلان الودودان سويا. كما أن تعليقاتهما الرائعة جعلت العقول الذكية تطوف في تفكيرها.

لماذا لا تكون هناك لائحة مشتركة تحمل اسمي أوباما وبلومبيرغ في عام 2008؟

لقد جاء على مدونة هوت إير السياسية أن «أوباما سيحتاج إلى مسؤول تنفيذي نشط وذي خبرة، حيث إن منافسه يحاول إقناع الناخبين بقوته ومهارته. إن بلومبيرغ لم يحاول إخفاء طموحه، وبما أنه قد ترك الترشح للرئاسة فقد يرى أن منصب نائب الرئيس قد يكون مدخلا لشيء أكبر».

ولكن لحظة من فضلك! الحقيقة أن هذا غير معقول! لقد ترك بلومبيرغ بالفعل ترشحه للرئاسة. وأوباما في سباقه مع جون ماكين، سوف يحصل على نيويورك.

في أي الولايات الأخرى، يمكن لملياردير قصير ويهودي ومتنقل بين الأحزاب وعمدة لنيويورك، أن يحدث فارقا مهما للديمقراطيين؟

في الوقت الذي تفكر فيه في شخص تجيب به على هذا السؤال، فكر فيما يمكن أن يكون ثمنا لذلك. إن هناك سياسيين أرجوانيي اللون يحاولان إنهاء الصفقة.

* خدمة «واشنطن بوست»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»