خرافتنا عمرها سبعة آلاف عام!

TT

رفضت أن اشترك في زيارة ضريح لأحد أولياء الله الصالحين ـ هم الذين يقولون إنه من أولياء الله الصالحين، وعلى الرغم من أن جدي لأمي له ضريح يزار ومولد يقام كل سنة إلا أنني لا زرت هذا الضريح ولا أي ضريح آخر..

وأذكر أننا حاولنا في مؤسسة أخبار اليوم أن نتصدى لهذه الخرافة، واخترت أنا محررا وقمنا بالدعوة له في كل مكان بأنه رجل مبروك وأن له قدرات ومعجزات، وكنا ندس الصحفيات الصغيرات بين اللاتي يرون بركات هذا الرجل الصالح وينقلن له شكواهن، فكان إذا رأى الواحدة منهن قال لها: أنت فلانة بنت فلان وعلى خلاف مع زوجك.. وأن وأن.. وكانت النساء ينبهرن ويتساقطن إيمانا به. والتف حول الرجل من يبيعون الحلوى والمصاحف وصورة الرجل الصالح.. وانتشر ذلك في كل المناطق وتزاحم عليه عشرات الألوف، وقررنا أن ننهي هذه الفضيحة وهذا الإيمان بالخرافة فسحبنا المحرر وجاء الناس فلم يجدوه، وقالوا: طار.. وقالوا: اختفى.. وقالوا وقالوا..

وفي نفس الوقت نشرت مقالات أؤكد فيها أن سيدنا الحسين لا جاء إلى مصر: لا رأسه ولا خصلة من شعره ولا أثر لقدمه على القبر، ولكن أحدا لم يصدقنا حتى اليوم، ولا يزال الناس يتزاحمون على قبر سيدنا الحسين ويدورون حوله ويلقون إليه بشاكياتهم؟!

وقد ظهرت دراسات جادة عن هذه الخطابات لمعرفة ماذا يقولون وماذا يريدون ومن أي شيء يشكو الناس إلى الله.. ولماذا لا يتوجهون إلى الله مباشرة دون وسيط مهما كان هذا الوسيط، ولم تسفر هذه الدراسات عن أي جدوى، فإيمان المصريين الفراعنة بهذه الأمور عمره أكثر من سبعة آلاف سنة!