الاحتيال باسم الحلال

TT

مرة علق الدكتور حمد الماجد الذي تولى لفترة مميزة مسؤولية ادارة المركز الاسلامي في لندن على اللحم الحلال الذي انتشرت لوحاته في معظم المحلات والمطاعم التي يرتادها المسلمون. في رأيه ان الشرع اباح ذبيحة اهل الكتاب فصارت للمسلمين رخصة واضحة فلما التردد في الاخذ بها بدلا من الاعتماد على باعة لحوم مشبوهة مصادرها بدعوى انها لحوم مذبوحة على الطريقة الاسلامية؟! وبعد نحو اربع سنوات من الظنون ثبت بما لا شك فيه صحة المخاوف التي كانت تتردد حيث تجري محاكمة جزارين قاموا ببيع لحوم فاسدة، وهي بكل أسف مشكلة قديمة وهذه هي المرة الاولى التي تتدخل فيها السلطات البريطانية. كانت السلطات البريطانية تغض النظر على اعتبار انها مشكلة بين الجزارين المسلمين والمستهلكين المسلمين. وحام في السنوات الماضية كلام كثير حول سلامة اللحم الحلال لكنها تركت بدون تأكيد او نفي. اتذكر مرة واحدة اوردت محطة تلفزيونية محلية مشكلة الامراض المصاحبة للحوم عن ما قيل من تسرب لحوم فاسدة الى السوق. وفي البرنامج اعترف مسؤول الصحة البلدية بانهم يستثنون اللحوم المستخدمة من المسلمين تحت صفة اللحم الحلال من المراقبة تجنبا لاثارة اية حساسية دينية. واظهرت المحطة صورا لمواش نافقة تباع باثمان رخيصة لجزاري لحوم الحلال. وسهل تهاون الادارة الصحية على اصحابها بدورهم بيع هذه اللحوم المريضة لانهم يتعمدون عدم مراقبتها حتى ظل اللحم الحلال، الفطيس والمريض، يباع، وفي المطاعم بشكل خاص لأن البلدية تتجنب اثارة مشاعر المسلمين، تاركة مصير الجالية الكبيرة في ايدي اناس بعضهم محتالون. وبكل اسف نمت هذه التجارة الفاسدة، وطبعا ليست كلها فاسدة، بدون حسيب او رقيب بدعوى الحساسية الدينية واستقلالية أكلة اللحم الحلال في حين ان آكلي لحوم الكوشر اليهودية المشابهة للذبح الاسلامي تراقب صحيا. والذي يهمني قوله دائما ان عملا بدون قواعد رقابية يجد مدخلا للانتهازيين والمحتالين مهما كانت رسالته سامية، وكم شهدنا حوادث احتيال باسم جمع الاموال لاغراض اسلامية وشهدنا قصص بناء مساجد وهمية وقامت بنوك قالت عن نفسها انها اسلامية لأنها جميعا تعرف جيدا انها تستطيع ان ترتع في مجتمع مؤمن يقبل ما يقدم له باسم الواجبات الدينية او يؤخذ منه باسم العمل الخيري. الآن برزت الى السطح قضية ما يسمى باللحوم الحلال التي تداخلها لحوم غير مرخصة صحيا ويشتبه بانها لحوم مريضة، ولحسن الحظ يبدو ان ادارة الصحة البلدية قررت انه لم يعد ممكنا غض النظر عن مراقبتها نظرا لتسرب هذه اللحوم الى السوق الكبيرة. وهذا قرار فيه صالح الجالية المسلمة التي كانت تترك للجشعين من ابنائها.