عن مجدي علام

TT

ذكرت «الموند» قبل شهرين أن 200 ألف أميركي لاتيني اعتنقوا الإسلام العام الماضي. وقبل أسبوع قال إحصاء رسمي إن عدد المسلمين تجاوز عدد الكاثوليك في العالم للمرة الأولى في التاريخ. وما بين الحدثين قرأنا أن البابا بنديكتوس السادس عشر أشرف على تنصير الصحافي المصري مجدي علام.

من قراءة سيرة وأخبار السيد مجدي علام، يفهم أنه مولع بالدفاع عن إسرائيل. لكنه اختار الجنسية الإيطالية وطنا والمسيحية ديانة. وهذه مسألة تعنيه مثلما يعني اعتناق 200 ألف أميركي لاتيني الإسلام. وكون السيد علام قد ارتد، أو اختار المسيحية أو الشيوعية أو البوذية، فذلك لا يغير في عالم المسلمين أو اليهود أو المسيحيين. فالسيد علام رجل لم يكن قد عرف به أحد أو ذاع صيته في إذاعة، لولا أنه كمصري وضع كتبا تدافع عن إسرائيل ثم تنصر على يد البابا.

على أن المسألة كلها ليست مسألة مجدي علام. المسألة أن زعيم الكثلكة أتى هفوة حضارية لا ضرورة لها ولا لزوم ولا أثر. وسوف أحاول أن أشرح:

كان يمكن أن يتم تنصير مجدي علام على يد أي كاهن في الفاتيكان أو في روما أو في فرنسا أو في ريف الفلبين. ولم يكن الأمر ليعني أحدا سوى صاحبه، السيد علام. لكننا، أي أهل هذا العالم، في زمن دقيق ومرحلة حساسة. وثمة محاولات كبرى تقوم منذ زمن، ويرعاها فاتيكان ما قبل بنديكتوس، من أجل إقامة الحوار بين الحضارات والتقريب بين أهل الأديان وإبعاد نقاط التصادم وتجاوز التواريخ الدموية المكدسة. كيف يخدم هذا المسعى الحضاري أن يختار البابا بنفسه تنصير مسلم مصري؟ لعله يتابع من إذاعة الفاتيكان أو صحيفة «اوسرفاتوري رومانو» أخبار الحالة الطائفية في مصر، أو لعله يتابع قتل المطارنة في العراق، أو هجرة مسيحيي فلسطين خصوصا والشرق عموما، فهل تنصير مجدي علام هو الفوز الكبير؟

كان الأحرى أن يتذكر زعيم الكاثوليك أنه في الفترة نفسها تم افتتاح كنيسة في قطر وتعيين المطران اللبناني منجد الهاشم سفيرا للفاتيكان في الإمارات. فهذه هي سبل التعارف بين أهل الأديان، أما تنصير مصري شديد الحماس لإسرائيل، فمسألة فردية صغيرة جدا وسوء تقدير كبير.