نوع مختلف من الانتخابات

TT

لقد كنت في منطقة هيلاري كلينتون وأجريت مقابلات مع أشخاص يتعاملون مع الأوقات الاقتصادية الصعبة في المدن والبلدات والتقسيمات الإدارية الصغيرة. وامتدت هذه المقابلات لتشمل أشخاصاً من مدينة سكرانتون، حيث ولد ونشأ والد هيلاري، إلى مدينة ألينتاون.

وحاولت أن أقيس مدى المعارضة التي يواجهها باراك أوباما في ترشحه للرئاسة، ووجدت قدرا كبيرا منها. واختبأت هذه المعارضة خلف تعليقات مثل «إنه ليس مستعداً» و«ينقصه الكثير من الخبرة» و«ربما بعد ثماني سنوات».

وبداخل أحد المطاعم اعترف روجر أدامز، وهو عامل في مصنع فولاذ، أن بعض أعضاء الاتحاد الذي ينتمي إليه «قد يكشفون عن رفضهم لأوباما لأنه ملون».

أما كين موير، وهو صديق لأدامز وزميله في الاتحاد، فقد أومأ برأسه قائلاً: «يعتقدون أن المسألة ستنصب على العرق، بدلاً من إدارة الدولة». ويتمنى مؤيدو هيلاري حدوث معجزة، حيث يأملون أن تحقق نجاحاً واسعاً في بنسلفانيا، وبذلك تحصل على ترشيح الحزب، والذي يبدو متجهاً إلى أوباما على نحو أكبر. وإذا لم يحدث ذلك، فإن عدداً كبيراً من الناخبين البيض المنتمين إلى الطبقة العاملة من جميع أنحاء البلاد سيواجه خياراً قاسياً: إما التصويت لصالح ديمقراطي أسود، أو التصويت من أجل الاستمرار في سياسات يعتقد معظم الناس أنها لم تعد تخدم مصالحهم الاقتصادية.

ولا توجد مشكلة لدي في وجود معارضة لترشيح أوباما. إلا أن أشد العداء وأكثر التعليقات انفعالية وعفوية وقساوة، وأحياناً غضبا، كانت من نصيب جورج دبليو بوش. ومن المحادثات المتتالية، تستطيع أن ترى التأثيرات الوخيمة لهذه العداوة على ترشيح جون ماكين. وقد تجد ليزا مشكلة فيما قاله الراعي السابق للكنيسة التي ينتمي إليها أوباما، إلا أنها هزّت رأسها بشدة عندما ذكرت ماكين، قائلة: «لن أؤيد ماكين». ومال زوجها بجسمه إلى الأمام، مؤكداً: «لقد دمر بوش هذه الدولة. وماكين سيفعل المزيد من ذلك».

أما أدامز، عامل مصنع الفولاذ، فكان من ديمقراطيي ريغان، فقد تحول إلى الحزب الجمهوري بعد أن كان ديمقراطياً في الثمانينيات. أما الآن، فعاد مرة أخرى لينضم إلى الحزب الديمقراطي. قال أدامز: «أتمنى أن تحصل هيلاري على ترشيح الحزب. وإذا لم تتمكن من ذلك، فسوف أصوت لصالح أوباما بدون أدنى مشكلة. فنحن لا نستطيع تحمل أربع سنوات أخرى من سياسة بوش، وهي السياسة التي سوف يطبقها ماكين».

والطاولة الآن معدة للديمقراطيين. ومعظم القضايا منظمة بشكل يخدمهم. فالاقتصاد القومي قد طرح جانباً، والحرب في العراق، بعد كل تلك السنوات، ما زالت لا تسير على ما يرام. لقد اختار الجمهوريون مرشحاً يفتقد الكاريزما والقدرة على إلهام الآخرين. وبالطبع فهو لا يمثل أي تغيير فيما وصل إليه الأمر من انتخابات التغيير. وإذا كان هناك سباق رئاسي معد خصيصاً من أجل الحزب الديمقراطي، فهذا هو. ولكن الديمقراطيين على وشك أن يرشحوا امرأة أو أميركيا أفريقيا، وأنا أشك في أن يحظى أي منهما بالتأييد بدون درجة عالية من الوحدة الحزبية. وما يجب على الديمقراطيين القلق بشأنه هو الانشقاقات داخل الحزب. والسؤال المهم هنا هو: هل سيدعم الخاسرون في معركة الترشيح الفائزين بصدق؟ ففي عام 1968، لم يتمكن الحزب من تنظيم نفسه والاتحاد خلف هوبرت همفري، الأمر الذي مكن ريتشارد نيكسون من الفوز. ولا تزال آثار هذه الانتخابات المريرة باقية حتى الآن. وهذا العام، سواء فاز أوباما أم هيلاري، فسينبغي على الفائز أن يتحمل تبعات ثقيلة نوعاً لبعض السلبيات في الانتخابات العامة. أما إذا رفض أي من المعسكرين أن يناضل بعزيمة من أجل ترشيح الآخر، فسوف يعود الجمهوريون مرة أخرى إلى الاستجمام في البيت الأبيض في يناير المقبل.

* خدمة «نيويورك تايمز»