لا أكبر من القلم ولا أعظم من العقل!

TT

تعلمنا من الأستاذ عباس العقاد أشياء كثيرة. منها أن العلم هو أعظم سلاح، فعن طريق القلم يصنع الإنسان كل شيء. ولذلك فالعقل هو أعظم ما وهبنا الله والكاتب هو سيد الجميع.. وأن من ضربك على خدك الأيمن فاضربه على خده الأيمن والأيسر وقفاه أيضاً.

ولما اتصل مدير مكتب أحد وزراء الثقافة بالأستاذ العقاد ليحدد له موعداً للقاء الوزير، انتظره العقاد في بيته. وبعد الموعد المحدد بدقائق أغلق الباب وقال لسكرتيره: إذا جاء هذا الوزير قل له إن الأستاذ خرج يتريض!

ولم يخطر على بال العقاد أن الوزير سوف يلقاه في مكتبه. ولما قيل له إن ناشراً من الملايو عاشقا لقلمه وأدبه يريد أن يشتري حقوق نشر كتبه سوف يزوره في بيته الساعة الخامسة مساء. انتظره العقاد حتى الخامسة وخمس دقائق. عندما دق الباب. وقال الزائر للأستاذ: والله يا أستاذ أنا آسف فالمواصلات صعبة ثم إنني لم أعرف البيت؟ فقال له العقاد: نعم هذه مسألة موجبة للأسف.

وتضايق الضيف ورفض العقاد أن يبيع له كتبه. وحزن الضيف الذي جاءه من الملايو من هذه العبارة الخشنة التي قالها الأستاذ ولما راجعه وأخذه أحد تلامذته كان رد العقاد: وهل تظن يا مولانا أن أقيم حفل تكريم لرجل لم يأت في موعده.. هل تظن أن رجلا يشغل العقاد عن رياضته الفكرية يستحق الترحيب به!

ويروي الشاعر جيته أنه والموسيقار الأعظم بتهوفن كانا يتمشيان عندما مر بهما موكب الإمبراطور والأمراء الذي توقف قليلا لتحية أعظم رجلين في ذلك الزمان.. أما الشاعر فقد أفسح له الطريق وانحنى طويلا .. أما بتهوفن فلم يتحرك وأحكم القبعة على رأسه. ولما مضى الموكب قال بتهوفن: كيف تفعل ما فعلت.. هل نسيت من أنت؟

فقال جيته: أعرف من أنا وأعرف من هو أيضاً..

وقال بتهوفن: أما أنا فأعرف أن في الدنيا عشرات الملوك ومئات الأمراء.. ولكن لا يوجد إلا بتهوفن واحد!

وكان هذا رأي الأستاذ أيضا!