رسالة إلى الكويت

TT

الأستاذ حسين شبكشي نقل عن صحيفة «القبس» الكويتية وصفاً لبرلماني كويتي هو (وليد الطبطبائي)، وقالت: إنه شخصية مثيرة للجدل، وهو يتعقّب الفرحة، ويطارد الابتسامة، ويعتقل أي مظاهر للاحتفالات، سبّب نكداً كثيراً، وأسهم في عدم الانتعاش الاقتصادي الكويتي، وهو يحرّم رياضة المرأة، ويرفض مشاركاتها البرلمانية، وأنها لا تفهم ولا تصلح للسياسة.. كما أنه يقبل أن يكون هناك في الكويت وكيل وزارة (يهودي)، ولكنه في نفس الوقت يرفض (ليبرالياً) ـ حتى لو على (جثته) ـ، وهو رجل لا يبتسم في أي صورة تنشرها له الصحف.

وهذا صحيح، لأنني شخصياً على كثرة متابعتي (للمشاغبات) البرلمانية الكويتية، وعلى كثرة ما كحّلت عيني (الطمشا) بمشاهدة صور (الإسلامويون) المتفجّرين دائماً بالغضب (عمّال على بطال)، فالواقع أنني لم ألحظ ولا (سنا واحدة) يغتر به ثغر أحد منهم ـ أما السيد الطبطبائي ففي هذا المجال الحيوي، فحدّث ولا حرج ـ لأن الابتسامة عنده هي أبعد من (حبّة الكوع)، لأنها من المحظورات والعبثيات واللغو، وكل من يتعاطاها إنما يرتمي في أحضان الغرب الكافر.. وأرجو من أي واحد لديه صورة له وهو يبتسم أن يبعث بها لي لكي (أبروزها).

المشكلة أن هذا هو (ديدنهم)، وكأنه لم يكفهم الثاني من أغسطس عام 1990(!!).

وإنني والله أتساءل: كيف أن تلك الكارثة الرهيبة لم تهزهم من الأعماق ليحافظوا على مُلكٍ كالرجال؟!، لماذا يبحثون دائماً عن (الدنافيس)، ويبحبشون دائماً (بالصغائر)؟!، وكأن الكويت (الدولة) لا تعدو إلاّ أن تكون مجرد ميدان يختبرون به مدى لياقة (حبالهم الصوتية)، ومدى قدرة أفواههم الواسعة على حشد أكبر كمية ممكنة من الكلمات والاتهامات والمزايدات والتكفيرات، وبعدها الذهاب وركوب السيارات الفارهات، وكأن شيئاً لم يكن (ولن يكون).

طبعاً السيد الطبطبائي أو غيره ـ ولا أريد أن أعمم ـ، يعتبرون ما يحصل من حركات رائدة (للمرأة) على سبيل المثال من جارات الكويت الخليجيات ابتداءً من البحرين وانتهاءً بعمان ومروراً بقطر والإمارات، إنما هو (هرطقة) ومنكر، وينسون أن الكويت في الخمسينات والستينات إلى السبعينات كانت رائدة وتقدّمية بالفعل لا بالقول ليس على مستوى الخليج فقط ولكن على مستوى العالم العربي كله، والآن انظروا كيف تدور العجلة هناك، وكيف يضع هؤلاء العصي بالعجلات بعضهم (بتلذذ)، وبعضهم بغباء منقطع النظير.

فماذا يريد هؤلاء؟!، فعلا ماذا يريدون؟!، هل هم ما زالوا يحلمون بخليفة (الباب العالي) الذي يضع على رأسه عمامة أكبر من الشيطان؟!، أم يريدون أن يفتحوا باب جهنم على (واحة) الكويت المحسودة؟!

لماذا إلى هذه الدرجة (المضحكة) تثير حفيظتهم المرأة؟!، هل إلى هذه الدرجة هم يخافون عليها أم يخافون منها؟!.. هل أحد منهم حاول ولو مجرّد محاولة أن يسابق امرأته مثلما سابق المصطفى عليه أفضل الصلوات زوجته عائشة؟!، هل أحد منهم لديه الشجاعة الأدبية أن يقول لامرأة تخالف رأيه مثلما قال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر؟!

أما عن قوله: إن المرأة لا تفهم بالسياسة فمع الطبطبائي كامل الحق (101%)، فمسس (تاتشر) ما هي إلاّ معاقة، و(ميركل) متخلفة، و(انديرا غاندي) مجنونة.. ناهيك من (كونداليزا رايس) فهذه تستحق أن ترجم بقشر البطيخ، أما وزيرة خارجية إسرائيل فتستحق أن ترجم (بالحذيان والنعال) ـ أعزكم الله ـ ليس لأنها يهودية ولكن لأنها امرأة، والذي يفهم فقط بالسياسة (الهمايونية) هو: (الرجل) الطبطبائي ـ أو بمعنى أصح (تشرشل الثاني) ـ.

أما عن حكاية نائب الوزير اليهودي الذي يرحب به السيد، فهذه حكاية أخرى، وأنصح الآن كل (علماني) تعيس في الكويت أن يتحول إلى يهودي لكي يقبل ويرضى به السيد.

[email protected]