كروكر.. والعواصم العربية

TT

تأتي دعوة السفير كروكر الدول العربية لفتح سفاراتها في بغداد، في سياق مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في العراق.. ونحن إذ نرحب بهذا الجهد وندعو لتقوية العلاقات بين العراق وغيره من الدول.. إلا اننا نتحفظ على دعوة الدول العربية لمواجهة النفوذ الإيراني، ولا نرغب في أن يتحول العراق إلى لبنان آخر، حيث المواجهة على أشدها بين النفوذين الإيراني والعربي.. يكفي العراق ما هو فيه من تناحر وتجاذب ولسنا بحاجة لفتح جبهة جديدة عربية إيرانية، يكون وقودها العراقيون.

وفي ذات الوقت فإننا نستغرب من تحسس السفير الأميركي من النفوذ الإيراني في بغداد. ترى من الذي سمح لهم بهذا النفوذ؟ ومن الذي شرع لهم الأبواب؟ ومن الذي يتعامل مع حكومة عراقية اخترقها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن خدمة إيران؟

ألا يعلم السفير الأميركي بأن السرطان الإيراني انتشر في جميع أنحاء العراق ومفاصل الدولة العراقية.. ألا يعلم أن هناك موظفين عراقيين بدرجة وزير، وهم في نفس الوقت موظفون في أحد الأجهزة الإيرانية، ألا يعلم بأن الإيرانيين قد اعترضوا طريق الكثير من ساسة العراق إقصاء وتهميشاً وقتلاً.. ألا يعلم بالكثير من محاولات الاغتيال التي تعرض لها ساسة عراقيون؟

ثم لماذا يريد السفير الأميركي استخدام الدول العربية وسيلة لكبح النفوذ الإيراني؟

ألعجز أم رغبة في عدم التورط في المجابهة مع إيران.

مستر كروكر.. إترك العرب بسلام فإن لديهم من المشاكل ما يكفيهم.. ولتبدأ أميركا بإصلاح ما أفسدته فهي الأقدر على ذلك .

* نائب في البرلمان العراقي