هل يمكن تجاوز التمييز الإثني بالشعارات؟

TT

تبدو الحملات الاثنية في الظاهر بسيطة جدا. فأنت تأكل الكنيش مع الناخبين اليهود، وترتدي ربطة العنق الخضراء في يوم القديس باتريك، وتشارك في اعداد البيتزا بمطعم ايطالي، وعندئذ تكون قد حققت الفوز. في عام 1959 قدمت المقطوعة الموسيقية فيوريلا عن لاغوارديا، الذي اصبح عمدة نيويورك لاحقا، بالانجليزية والايطالية والعبرية. وبعد خمس سنوات سخر بوب ديلان من الاستطلاعات ذات الطابع الاثني في احدى أغانيه.

وفي عام 2008 اتسع مفهوم «الاثني» الى عدد كبير من الناس المنتمين الى اثنيات في العالم من الآشوريين حتى الزيمبابويين، الذين يقطنون هنا وذلك يتطلب اعادة انعاش لبعض القواعد القديمة في الحملات الانتخابية.

ولهذا فانه أكثر مما كان عليه الحال في السابق يتعين أن تكون القاعدة الأولى في سجل السياسي هي «البحث عن قبعات تثير المرح». ومن المؤكد أن كالفن كوليج ذهب الى قبره وهو يلعن الرجل الذي خدعه بأن يلتقط صورة له وهو يرتدي قبعة حرب ذات ريش، يرتديها الهنود الأميركيون. وبعد حفل تنصيبه رئيسا تخلى جون كنيدي عن قبعته الحرير لفترة طويلة. وفي الأيام الأخيرة من حياته قدم له بعض اهالي تكساس قبعة كاوبوي أمسكها بيديه بقوة. وافلح باراك أوباما في الواقع في الابتعاد عن ارتداء قبعة الكاوبوي. وفي الأسبوع الماضي عندما شارك عمدة لوس انجليس أنتونيو فيلاريغوسا والنائب الديمقراطي براد شيرمان في حفل للسيخ في لوس انجليس، كان شيرمان يرتدي عمامة رأس بيضاء، بينما ارتدى فيلاريغوسا عمامة زرقاء. ومثل «صرخة» هوارد دين لعب ذلك دورا كبيرا في القاعة، اما خارج جدرانها فأمر آخر. وربما يتمكن الرؤساء العاجزون من المغامرة بارتداء بدلات ذات طابع اثني. فقد بدا جورج دبليو بوش غريبا، وهو يرتدي قطعة من الساتان الأزرق في القمة الاقتصادية التي عقدت بهانوي في عام 2006، وبدا فلاديمير بوتين كما لو كان يتخيل نفسه في أيام عمله في المخابرات السوفياتية. وكثيرا ما تتسبب الملابس الخاصة بإثنية محددة باقامة الحواجز امام البعض. فصورة أوباما وهو يرتدي عمامة خلال رحلة قام بها عام 2006 الى كينيا أثارت الكثير من الضجة السياسية. تحب الجموع الاثنية عادة مرشحا يكرر عبارات بلغتها المحلية حتى حينما يكون لفظه مثيرا للضحك. فبوش كسب نقاطا في الاسبانية حينما قال الرئيس المكسيكي فيسنت فوكس إن لغته تعادل مستوى مدرسيا. أما تيدي كيندي فقال إن استخدام أوباما للغة الإسبانية ذكرني بغشه في جامعة هارفارد مما أدى إلى إقصائه مؤقتا وكان ذلك في درس الإسبانية. لكن الجمهور منحه في الأخير علامة نجاح. قد يتمكن المرشحون في نهاية المطاف من كسب جمهورهم باستخدام عبارات قليلة من لغتهم. لكن الحملات الاثنية لها ابن عم خطر: في عام 1972 توقف سارجنت شريفر المرشح مع جورج ماكغفرن عند بار يرتاده العمال في يونغستاون بولاية أوهايو وطلب أكلة كورفواسير. لكن جورج دبليو بوش تمكن من إسكات الشخص المولود وفي فمه ملعقة من فضة. هذه القضايا لا علاقة لها بالسياسة وبأي شيء له علاقة بالشخصية. لكن مع ذلك هي لها تأثير كبير على الجمهور. فالناخبون قد لا يتذكرون كيف تمكن السياسيون من إصلاح نظام العناية الصحية أو كيف أنهم بدلوا نظام الاستثمار المصرفي لكنهم يتذكرون كيف أن المرشح تمكن من إدخال كرة في حفرة ضمن لعبة الغولف أو كيف رفع أنفه أمام وجبة ساخنة من لحم البقر. ما أريد قوله إننا إذا استخدمنا هذه المعايير لاختيار الرئيس استنادا إلى ما يتناوله من مشروب، كيف أننا لا نراه مع ذلك المشروب الذين تظاهر بأنه المفضل عنده لاحقا.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز»-

خاص بـ «الشرق الأوسط»