مستقبل مشرق للجميع

TT

في فبراير (شباط) الماضي، منحني الرئيس جورج بوش الشرف العظيم بتعييني مبعوثه الخاص الى منظمة المؤتمر الإسلامي. وهذا التعيين، الذي قبلته بفخر كأميركي مسلم، وبتواضع كشخص يرافقه على الدوام إيمانه، يمثل فرصة نادرة للولايات المتحدة وللشعوب الإسلامية للتواصل حول العديد من المسائل ذات المصلحة المشتركة.

ولا أساهم في هذا الدور بخلفية دبلوماسية ولا بتاريخ في التعامل مع منظمة المؤتمر الاسلامي، ولكنني بدلا من ذلك أساهم برغبة في الاستماع، ورغبة في سماع ما تريد الشعوب الإسلامية حول العالم للولايات المتحدة أن تسمعه. وإنني مندهش بتعدد القيم التي تجمعنا معا، بما في ذلك الروابط الأسرية القوية، والالتزام بالتعليم والخدمات الصحية والإصرار في البحث عن مستقبل أفضل.

وإنني مندهش أيضا من حقيقة أن العديد من الناس حول العالم لا يعرفون أن هناك أكثر من خمسة ملايين أميركي مسلم يساهمون في كل مستويات المجتمع الأميركي، من بورصات وول ستريت الى محال البيع في شوارع المدن الأميركية. وهم يتمتعون في ذلك بقدر كبير من الحرية وتتاح لهم كل الفرص المتاحة لغيرهم في الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، فإن المسلمين الذين يمارسون شعائر دينهم، مثل بقية الأميركيين، يفعلون ذلك بحرية تامة ومن دون أي محاذير أو قيود، وذلك في أكثر من 1200 مسجد ومكان للعبادة منتشرة في أنحاء أميركا.

إن تجربة حياة المسلم الأميركي تعتبر نموذجا مثاليا للمجتمعات الإسلامية والمجتمعات الأخرى حول العالم، لأنها تجربة متجذرة في مبادئ الاحترام وحرية الدين والمساواة تحت القانون. وحينما أسافر في أنحاء الولايات المتحدة، أشاهد حوارات فعالة بين المجتمعات وبين الأديان، وأفراد يتحدثون الى بعضهم بعضا ويتعلمون ويقتربون من بعضهم بعضا ولا يبتعدون عن الآخر.

وهذه هي بعض الرسائل التي أحملها معي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، وفي إطار محاولة الاقتراب والعمل معا، فإن التعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي يبدو عقلانيا للغاية. والمنظمة، التي تضم 57 دولة، هي في موقع فريد للبحث عن فرص جديدة للتعاون.

وللأسف، فإن فترة بقائي في المنصب محدودة، ولكن بفضل خلفيتي كرجل أعمال، فإنني أتطلع للتحرك السريع. والعديد من أهداف منظمة المؤتمر الإسلامي في العقد المقبل هي مجالات تستطيع الولايات المتحدة أن تقدم فيها خبراتها الخاصة. وهذه المجالات تشمل العلوم والتكنولوجيا والتعليم وتطوير القطاع النسائي. ولدي رغبة في مناقشة مذكرة تفاهم بهذا الشأن مع قيادات منظمة المؤتمر الإسلامي.

وإنني إذ اشعر بفخر عظيم لتمثيل بلدي في هذا المنصب الجديد، أتفهم أن تكون هناك تحديات وخلافات وتصورات خاطئة، وحتى خصومات بين الحين والآخر في هذه العلاقة. ولكنني مقتنع، وأتمنى أن يوافقني في هذا المسلمون حول العالم، أن الحوار بين شعوبنا وداخلها هو الأساس الذي ُيبنى عليه التقدم نحو التفاهم والمستقبل الواعد. وإنني أتطلع بشغف إلى التحدث مع المسلمين وغير المسلمين على السواء من كل أنحاء العالم، بمن هم في بلدي أيضا، لكي نتعلم كيف يتسنى لنا أن نتغلب على التحديات التي تواجهنا وأن نبحث عن سبل التعاون ونعيش في سلام ورخاء إن شاء الله.

* المبعوث الأميركي الخاص لمنظمة المؤتمر الإسلامي

ـ يكتب لـ«الشرق الأوسط»