عرب وحيوانات أخرى

TT

قبل 35 عاما طارت شهرة كتاب عنوانه «الخوف من الطيران» لأن مؤلفته امرأة، ولأن المرأة المؤلفة، اختارت قفز الحواجز الجنسية التي كانت لا تزال قائمة في الغرب تلك الأيام. وادعت إريكا جونغ أن كتابها سيرة ذاتية وأن الأحداث التي تقع لبطلته ايزادورا ونغ، إنما وقعت لها. وبين الفصول واحد بعنوان «عرب وحيوانات أخرى». العربي الحيوان هنا هو زوج شقيقة السيدة الفاضلة جونغ، لبناني من عائلة ضو ذهبت تعيش معه ومع أولادهما في بيروت عندما جاءت المرأة المؤلفة لزيارة الشقيقة سوزان. فماذا يحدث في بلاد الحيوانات «العرب»؟ طبعا عرفتم ماذا يحدث. ويهاجم الزوج اللبناني شقيقة زوجته الفاضلة ويعتدي على أخلاقها. والنتيجة؟ 18 مليون نسخة بيعت من الكتاب.

أقامت جامعة كولومبيا في نيويورك أخيرا تكريما للمرأة المؤلفة التي قدمت أوراقها ومذكراتها لمكتبة الجامعة. وجاء الى التكريم نسوة كثيرات بينهن ضيفة غير متوقعة: السيدة سوزان ضو. ألقت السيدة ضو كلمتها ومشت خارجة من الحفل. قالت السيدة ضو إن شقيقتها المؤلفة امرأة كاذبة وإن زوجها العربي لم يتحرش بها ولم يقترب منها وإن كل ما كتب هو نتاج مخيلة رخيصة. ووقفت المؤلفة وقالت إن السيدة ضو على حق. وإن كل ما كتبته كان عملا أدبيا من المخيلة. وأما ما قالته عن وحشية الزوج العربي في معاملة زوجته وأولاده فهو مبالغة في التخيل. لذلك قالت سوزان ضو للحاضرين: «لقد استغلتني اريكا واستغلت زوجي الذي كان رجلا طيبا جدا ووسيما جدا. وشعرت أن عليّ أن أجيء الى هنا وأوضح الأمر. لقد روت ما روت على انه مذكرات لا رواية. وملأت الفصل بالكثير من الوضاعة. وانني أسامحها على كل شيء سوى أن زوجي زحف الى سريرها وطلب منها ما طلب لأنه لم يفعل ذلك أبدا».

غادرت سوزان ضو الحفل من دون ان تودع المرأة المؤلفة التي قالت للـ«نيويوركر» انه «في كل عائلة ذكية هناك فرد مجنون. لقد كان في اعتقادي أنني أكتب مذكرات خيالية على طريقة روبنسون كروزو». لكنها أقرت «إنني لو كنت أكتب الآن لما قلت: عرب وحيوانات أخرى». لكن الوقت تأخر 35 عاما الآن، دمرت خلالها حياة شقيقتها وحياة عائلتها من أجل أن تبيع المزيد من النسخ. ولم تكن تحلم طبعا بـ 18 مليون نسخة حول العالم. لكن هذا ما حدث. وقد انتقمت السيدة ضو من الإهانة بعد فوات الأوان واعتذرت الشقيقة المؤلفة بعد فوات الأوان. ووعدت السيدة ضو بأن تصالح أختها في وقت قريب. بعد أن يهدأ خاطرها قليلا.